تُعدّ الأدوية علاجًا فعالًا لتخفيف أعراض الصرع، فهي تهدف إلى الحد من نشاط الخلايا العصبية المُسببة لحدوث النوبات، ولا يقتصر تأثير هذه الأدوية في خلايا المخ فقط، بل يمتد إلى الرغبة الجنسية أيضًا، فما هي العلاقة بينهما؟
نوضح لكم العلاقة بين أدوية الصرع والجنس تفصيلًا خلال فقرات مقالنا التالي.
ما العلاقة بين أدوية الصرع والجنس؟
رُغم نجاح الأدوية في منع حدوث أعراض ما قبل نوبة الصرع المؤلمة للمرضى، تُسبب لهم بعض التغييرات في الرغبة الجنسية، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مشكلات مع شريك الحياة ويشعرهم بالقلق والتوتر طوال الوقت، فما السبب وراء ذلك؟
تتمثل العلاقة بين أدوية الصرع والجنس في خفض نسبة إفراز هرمون التستوستيرون في الجسم عند الرجال، ما يترتب عليه انخفاض الرغبة الجنسية ومواجهة صعوبة في الانتصاب أو استمراره خلال الجماع.
أما لدى السيدات، فتُؤدي هذه الأدوية إلى الإصابة بالجفاف المهبلي والتشنجات المهبلية التي تجعل العلاقة الزوجية أكثر إيلامًا وتحد من الإقبال عليها.
ولعلك يتبادر إلى ذهنك سؤال الآن “هل جميع أدوية الصرع تُقلل الرغبة الجنسية؟” بالطبع لا، فهناك بعض الأدوية ليس لها تأثير ملحوظ في إنتاج هرمون التستوستيرون، وكذلك القدرة على ممارسة العلاقة الحميمة.
أضرار حبوب الصرع لا يقتصر تأثيرها في الرغبة الجنسية فقط
تؤدي الأدوية المضادة للصرع إلى حدوث عديد من الأضرار الأخرى، منها:
- الإصابة بهشاشة العظام على المدى البعيد.
- غياب الدورة الشهرية أو عدم انتظامها لدى السيدات.
- انخفاض معدل الخصوبة عند الرجال إثر قلة إفراز هرمون التستوستيرون المسؤول عن إنتاج الحيوانات المنوية بمعدل طبيعي.
- صعوبة في الحمل نتيجة الإصابة بمتلازمة تكيسات المبايض.
- تشوهات الجهاز العصبي لدى الجنين في حال تناول هذه الأدوية خلال مدة الحمل.
- زيادة في الوزن أو فقدانه دونَ قصد.
- ظهور طفح جلدي بعد مرور أسبوعين من تناول الأدوية.
- نقص عدد كرات الدم البيضاء التي تُساعد على مكافحة العدوى.
- خلل في وظائف الكبد والبنكرياس، ونادرًا ما يحدث ذلك.
نصائح للحد من أضرار حبوب الصرع على الرغبة الجنسية والجسم بوجه عام
يُمكن خفض تأثيرات أدوية الصرع في الرغبة الجنسية والصحة العامة من خلال الالتزام ببعض النصائح، منها:
- اتباع نظام غذائي صحي متوازن.
- تناول بعض المكملات الغذائية للحد من فرص الإصابة بمرض هشاشة العظام، بما في ذلك فيتامين (د) والكالسيوم.
- استشارة الطبيب لتغيير الأدوية إذا تفاقمت أضرارها بنسبة كبيرة.
- المتابعة الدورية مع الطبيب المُعالِج لمعرفة مدى تأثير أدوية الصرع في صحة الجسم وعلاج ذلك التأثير على الفور.
متى يلجأ الطبيب إلى علاج الصرع بالجراحة بدلًا من الأدوية؟
يلجأ الطبيب إلى عملية استئصال بؤرة الصرع في المخ للحد من حدوث نوبات الصرع لدى المرضى الذين لم تعد الأدوية تُجدي معهم نفعًا وتُسبب لهم آثارًا جانبية يصعب تحملها والتكيف معها، مثل:
- الشعور بالدوخة.
- الإرهاق المستمر.
- الصداع.
- الغثيان.
- مُعاناة آلام في المعدة.
- التقلبات المزاجية.
- ازدواجية الرؤية أو عدم وضوحها.
- فقدان القدرة على التوازن.
الخلاصة،
تتمثل العلاقة بين أدوية الصرع والجنس في خفض الرغبة الجنسية بسبب تأثيرها السلبي في إفراز هرمون التستوستيرون لدى الرجال والإصابة بجفاف المهبل الذي يُسبب آلامًا مبرحة للنساء تمنعهم عن الاستمتاع بالعلاقة الحميمة، ومع ذلك يُمكن التغلب على هذه المشكلات من خلال استشارة الطبيب لتغيير هذه الأدوية أو تقليل جرعاتها إن لزم الأمر.
يُمكنك حجز استشارة مع الأستاذ الدكتور عوض حجاب -دكتوراه ومدرس جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري- المتخصص في علاج الصرع الجزئي والصرع المعمم، عن طريق الاتصال على الأرقام المتاحة أدناه في موقعنا الإلكتروني.