من الطبيعي أن تشعر المرأة بالدوخة من حين لآخر، لكن عندما يصير الدوار عرضًا مستمرًا، قد تساورها الشكوك حول إصابتها بمرض ما، ومن ثم تبدأ البحث عن أسباب الدوار في الرأس عند النساء وكيفية علاجه بالاستعانة بطبيب متخصص، ترى هل يُنذر الدوار بالإصابة بأمراض خطيرة؟ وهل يستدعي حقًا الذهاب إلى الطبيب؟ كل هذا وأكثر سوف نجيب عنه من خلال مقالنا اليوم.
ما أسباب الدوار في الرأس عند النساء؟
تتعدد أسباب الدوار في الرأس عند النساء منها ما قد ينذر بالإصابة بأمراض خطيرة، ويمكن تصنيفها إلى عدة فئات رئيسية وهي:
أمراض الأذن الداخلية
تشمل أمراض الأذن الداخلية التي قد تسبب الدوار ما يلي:
- الاضطراب الناتج عن حدوث تغير سريع في حركة الرأس مثل النهوض بصورة مفاجئة أو الالتفاف السريع، ويُعد السبب الأكثر شيوعًا للدوار إذ تُسبب هذه الحالة شعورًا شديدًا بالدوخة.
- التهاب العصب الدهليزي (Vestibular Neuritis)، وهو العصب الرئيسي الذي يمتد من الأذن الداخلية إلى الدماغ، وعادة ما يسببه عدوى فيروسية تؤدي إلى دوار مفاجئ وشديد مصحوب بغثيان وقيء.
- مرض منيير (Meniere’s Disease)، وهو مرض نادر يحدث نتيجة تراكم كثير من السوائل في الأذن الداخلية، مما يُسبب نوبات دوار مفاجئة قد تستمر لساعات كما يُمكن أن يُسبب فقدان السمع المؤقت وطنينًا في الأذن.
بعض أمراض الجهاز العصبي
قد تكون بعض الأمراض التي تُصيب المخ أو النخاع الشوكي من أسباب الدوار في الرأس عند النساء، والتي تؤدي إلى فقدان التوازن الذي يزداد سوءًا مع مرور الوقت، وتشمل هذه الحالات:
- السكتة الدماغية (Stroke)، إذ يمكن أن تؤثر السكتة الدماغية في المناطق المسؤولة عن التوازن في المخ ما يؤدي إلى دوار مفاجئ وشديد، وغالبًا ما يصاحبه ضعف في الأطراف أو صعوبة في الكلام.
- الأورام الدماغية، ففي حالات نادرة للغاية يمكن أن تضغط الأورام على المناطق المسؤولة عن التوازن مسببة الشعور بالدوار المزمن.
- التصلب المتعدد (Multiple Sclerosis) وهو مرض مناعي تُهاجم فيه الخلايا العصبية بالمخ والنخاع الشوكي، لذا قد يكون الدوار أحد أعراضه.
- مرض الشلل الرعاش أو ما يُعرف أيضًا باسم الباركنسون، فقد تشمل أعراض مرض الباركنسون المبكرة والمتقدمة مشكلات في التوازن والشعور بالدوار.
إذا كنتِ تبحثين عن استشارة حول هذه الأعراض، يمكنك زيارة أفضل دكتور لعلاج الشلل الرعاش لتقييم الأعراض وتقديم التشخيص والعلاج المناسب.
أقرأ أيضًا عن: ما هو الشلل الرعاش؟
التغيرات الهرمونية
تعاني بعض النساء الدوار قبل أو في أثناء الدورة الشهرية نتيجة للتغيرات الهرمونية، خاصة تقلبات مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون، كما أن الدوار شائع للغاية خلال فترة الحمل خاصة في الثلث الأول، بسبب التغيرات الهرمونية وتوسع الأوعية الدموية وانخفاض ضغط الدم ومستويات السكر.
ترتبط نوبات الدوار أيضًا بالتقلبات الهرمونية التي تحدث في سن اليأس أو فترة انقطاع الطمث، وقد يصاحبها أعراض أخرى مثل الهبات الساخنة وتقلبات المزاج.
مشكلات ضغط الدم
قد تكون اضطرابات ضغط الدم من أسباب الدوار في الرأس عند النساء والتي تتمثل فيما يلي:
- انخفاض ضغط الدم (Orthostatic Hypotension)، إذ يحدث الدوار بعد الجلوس أو الوقوف بسرعة كبيرة نتيجة لانخفاض مفاجئ في ضغط الدم.
- ضعف تدفق الدم، وذلك في حالات مثل اعتلال عضلة القلب والنوبات القلبية وعدم انتظام ضربات القلب، فانخفاض كمية الدم المتدفقة من القلب إلى الجسم قد يُسبب عدم وصول كمية كافية من الدم إلى الدماغ أو الأذن الداخلية.
تناول بعض الأدوية
قد يكون الدوار أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية، مثل أدوية الصرع، ومضادات الاكتئاب، والمهدئات والمسكنات، كما يمكن أن تُسبب الأدوية الخافضة لضغط الدم الدوار ثم الإغماء إذا أخطأ المريض في الجرعة وانخفض ضغط الدم للغاية.
القلق والتوتر والاضطرابات النفسية
تُعد نوبات الهلع والقلق الشديد والاكتئاب من أسباب الدوار في الرأس عند النساء الأكثر شيوعًا، إذ تؤدي إلى ضيق التنفس وتغيرات في تدفق الدم إلى الدماغ، ومن ثم شعور مستمر بعدم التوازن والدوخة.
فقر الدم (الأنيميا)
وهو نقص خلايا الدم الحمراء أو الهيموجلوبين في الجسم عن المعدلات الطبيعية، مما يقلل من وصول الأكسجين إلى الدماغ ويسبب الدوار والتعب وشحوب الوجه وضيق التنفس، ويعد فقر الدم شائعًا بصورة خاصة بين النساء بسبب الدورة الشهرية والحمل.
انخفاض سكر الدم
قد يحدث الدوار نتيجة انخفاض مستويات السكر في الدم، خاصةً لدى مريضات السكري، وقد يصاحبه الشعور بالقلق والتعرق وقد يُسبب الإغماء في بعض الأحيان.
التسمم بأول أكسيد الكربون
غالبًا ما توصف أعراض التسمم بأول أكسيد الكربون بأنها تُشبه أعراض الإنفلونزا والتي تتضمن الصداع والدوار والشعور بالضعف واضطراب المعدة والتقيؤ.
ارتفاع درجة الحرارة أو قلة شرب الماء
فقد تشعر المرأة بالدوار نتيجة ارتفاع درجة الحرارة أو قلة شرب الماء والسوائل، ويزداد الخطر أكثر في حال تناول بعض أدوية القلب.
الدوار في الرأس عند النساء| متى يجب زيارة الطبيب؟
على الرغم من أن الدوار يمكن أن يكون بسيطًا ويزول تلقائيًا، يجب مراقبته بدقة وزيارة الطبيب إذا كان يحمل هذه الصفات:
- مفاجئًا وشديدًا.
- يصاحبه صداع شديد وضعف في جانب واحد من الجسم أو الشعور بالخدر وصعوبة في الكلام أو الرؤية المزدوجة، وهي علامات قد تشير إلى سكتة دماغية.
- يصاحبه ألم في الصدر أو ضيق في التنفس.
- متكررًا ويؤثر في جودة حياة المريض.
- حدث بعد إصابة في الرأس.
كيفية علاج الدوار في الرأس عند النساء | هل المسكنات هي الحل؟
إن علاج الدوار بالمسكنات ليس حلًا جذريًا، بل قد يؤدي استخدامها المفرط دون استشارة الطبيب إلى عواقب وخيمة، إذ يعتمد العلاج بصورة رئيسية على تشخيص أسباب الدوار في الرأس عند النساء، ومن ثم رسم خطة العلاج المناسبة لكل مريض، فإذا كان الدوار بسبب التهاب الأذن الداخلية فسيعالج الطبيب العدوى، أما إذا كان نتيجة تناول أدوية تُسبب الدوار فقد يُوصي الطبيب بالحد من تناولها أو تغييرها حتى يتكيف الجسم مع الدواء.
في النهاية..
في صدد حديثنا عن أسباب الدوار في الرأس عند النساء قد نجد أن الشعور بالدوار في حد ذاته ليس مرضًا، وإنما هو عرض ينذر بوجود مرض بسيط يمكن علاجه بسلاسة أو مرض خطير مثل مرض الباركنسون الذي ينبغي علاجه مع أفضل دكتور مخ وأعصاب في مصر، لذا نصيحتنا هي عدم الإغفال عن نوبات الدوار المتكررة والذهاب إلى الطبيب للاطمئنان.
