1. Home
  2. مقالات
  3. أعراض الصرع البسيط

أعراض الصرع البسيط

أعراض الصرع البسيط

في لحظاتٍ قد لا تتجاوز الثواني، يجد البعض أنفسهم في مواجهة شعور غريب لا يمكن تفسيره؛ صوت لا يسمعه أحد سواهم أو ومضة ضوء تظهر وتختفي دون سبب، قد تكون نظراتهم ثابتة أو تتشنج أطرافهم للحظة، ثم يعود كل شيء كما كان وكأن شيئًا لم يحدث! هذا الشعور الذي يمر في صمت، قد يكون جزءًا من واقع يومي يعيشه الكثير دون أن يلاحظهم أحد، بل أحيانًا دون أن يفهموا ما يحدث لهم، هذه الأعراض المفاجئة هي أعراض الصرع البسيط وهذا ما سنسلط عليه الضوء في هذا المقال. 

ما هو الصرع البسيط؟

الصرع البسيط هو نوع من نوبات الصرع التي تنشأ نتيجة نشاط كهربائي غير طبيعي في جزء معين من الدماغ، دون أن يشمل هذا النشاط كامل الدماغ -مما يفسر عدم تأثر الوعي خلال حدوث النوبة-، وغالبًا ما تكون هذه النوبات قصيرة المدة وتتراوح بين ثوانٍ معدودة إلى دقيقتين.

يختلف موقع النوبة في الدماغ من شخص إلى آخر، ويؤدي ذلك إلى ظهور أعراض الصرع البسيط وتعتمد على الجزء المصاب من القشرة الدماغية، وهذا ما يجعل من الصرع البسيط حالة معقدة تستدعي تقييمًا دقيقًا لفهم طبيعتها وذلك لأن أعراضه قد تختلف بشكل كبير عن أعراض الصرع الأخرى في شدة الأعراض والتأثير في الوعي.

تصنيف أعراض الصرع البسيط

تُصنف أعراض الصرع البسيط عادةً إلى أربع فئات رئيسية، وهي:

  • الأعراض الحسية

تشمل هذه الأعراض التغيرات التي يشعر بها المريض في حواسه، دون وجود مؤثر خارجي حقيقي ومن أبرزها:

  • الهلاوس الحسية، مثل سماع أصوات غير موجودة أو شم روائح غريبة لا يشعر بها الآخرون.
  • الإحساس بالوخز أو الخدر في الذراع أو الساق أو الوجه وغالبًا ما يكون هذا الإحساس موضعيًا ويتبع نمطًا معينًا.
  • اضطرابات بصرية كظهور أضواء ساطعة أو أشكال هندسية متكررة في مجال الرؤية.
  •  اختلال الإحساس بالزمن أو المسافة، إذ يشعر المريض أن الأشياء أقرب أو أبعد مما هي عليه في الواقع.
  • الأعراض الحركية

تظهر الأعراض الحركية كنتيجة لتحفيز غير طبيعي في مناطق الحركة في الدماغ، وتشمل:

  • حركات لا إرادية مثل ارتجاف اليد أو تقلص عضلات الوجه.
  • تشنجات موضعية تبدأ في جزء محدد من الجسم ثم تنتشر تدريجيًا إلى أجزاء أخرى.
  • حركات متكررة غير هادفة، مثل فرك اليدين أو مضغ الشفاه.
  • الرمع العضلي وهو عبارة عن اهتزازات مفاجئة قصيرة في عضلات معينة.
  • الأعراض النفسية

هذه الأعراض قد تكون من أكثر الأعراض إثارة للارتباك، لأنها تتعلق بالحالة النفسية للمريض، وتشمل:

  • الشعور المفاجئ بالخوف أو القلق دون سبب واضح.
  • الإحساس بأن المواقف أو الأشخاص مألوفون بشكل غير طبيعي، وهو ما يُعرف بظاهرة “ديجا فو”.
  • الإحساس بأن الأحداث غير واقعية أو أن المريض منفصل عن جسمه أو محيطه.
  • تشوش في التفكير أو فقدان مؤقت للقدرة على التعبير عن الذات.
  • الأعراض التلقائية

يرتبط الجهاز العصبي اللاإرادي بتنظيم وظائف الجسم الحيوية ويمكن أن تظهر الأعراض على النحو التالي:

  • تسارع ضربات القلب أو الإحساس بالخفقان.
  • التعرق الشديد أو الشعور بالبرودة المفاجئة.
  • الغثيان أو اضطرابات في المعدة دون سبب عضوي.
  • احمرار أو شحوب في الوجه.

وهكذا، فإن تنوع أعراض الصرع البسيط يعكس تعقيد الحالة، ويجعل من الضروري الانتباه لأي تغير غير مبرر في الحواس أو الحركة أو المشاعر، باعتبارها مؤشرات قد تكون أكثر أهمية مما تبدو عليه.

كيفية التعرف على أعراض الصرع البسيط

بما أن نوبات الصرع البسيط غالبًا ما تحدث دون فقدان الوعي، فإن اكتشافها يعتمد بدرجة كبيرة على وعي المريض بمشاعره وأحاسيسه غير المعتادة، فبعض المرضى يتمكنون من ربط الأعراض بحدوث نوبة صرعية، بينما يعجز آخرون عن فهم طبيعة ما يحدث لهم، ويُخطئون في تفسيرها على أنها أعراض نفسية أو جسدية عابرة.

 

من هنا تنبع أهمية تسجيل الأعراض وتوثيق توقيتها وتكرارها، بالإضافة إلى إجراء فحوصات مخبرية وتصويرية مثل تخطيط الدماغ الكهربائي أو الرنين المغناطيسي لتحديد موقع النوبات بدقة وتمثل هذه الخطوة حجر الأساس نحو تشخيص دقيق يفتح الباب أمام علاج الصرع بوسائله المختلفة، مما يُحسن من حياة المريض بصورة ملحوظة.

الفروق بين الصرع البسيط والأنواع الأخرى

التمييز بين الصرع البسيط وغيره من الأنواع، مثل الصرع الجزئي والصرع المعمم، أمر حاسم لتحديد العلاج المناسب، فالصرع البسيط يتميز بالتالي:

  • الوعي الكامل ف أثناء النوبة.
  • بداية موضعية محددة في الدماغ.
  • أعراض مؤقتة وقابلة للانتهاء دون تدخل طبي في الغالب.

في المقابل، قد يفقد المرضى في حالات الصرع الجزئي المعقد أو المعمم الوعي أو السيطرة على حركاتهم، وتكون النوبات أكثر حدة وخطورة.

تأثير أعراض الصرع البسيط في حياة المريض

رغم أن الصرع البسيط لا يُسبب فقدان الوعي، إلا أن أعراضه المتكررة قد تؤثر سلبًا في حياة المريض، من ناحية:

  • القدرة على العمل أو الدراسة، خاصةً في حال تكرر النوبات في أثناء المهام اليومية.
  • القلق الاجتماعي الناتج عن الخوف من حدوث النوبات أمام الآخرين.
  • تأثير الأعراض النفسية على الاستقرار العاطفي والعلاقات الشخصية، وهذا يثير تساؤل المرضى وذويهم “هل الصرع يؤثر على الزواج؟”

لذلك، من الضروري توعية المرضى وأسرهم حول طبيعة الحالة، وأهمية الالتزام بالعلاج والمتابعة الطبية الدورية.

هل تختلف الأعراض بين الأطفال والبالغين؟

في الغالب، لا تختلف أعراض الصرع البسيط نفسها بين الأطفال والبالغين من حيث الطبيعة العصبية، لكنها تختلف في كيفية التعبير عنها أو ملاحظتها. 

فبينما قد يتمكن البالغون من وصف ما يشعرون به بدقة، مثل الإحساس الغريب أو الخوف المفاجئ، يواجه الأطفال صعوبة في التعبير عن هذه المشاعر أو شرح تجاربهم، مما يصعّب عملية التشخيص ويجعل ملاحظة الأعراض من قِبل الأهل عاملًا مهمًا في اكتشاف الحالة.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

يلعب الطبيب المتخصص في أمراض الجهاز العصبي دورًا محوريًا في تشخيص أعراض الصرع البسيط بدقة، خصوصًا أن الأعراض قد تتشابه مع حالات نفسية أو عصبية أخرى.

 لذلك، من الضروري الرجوع إلى طبيب مخ وأعصاب متخصص عند ظهور علامات غير معتادة أو متكررة، لضمان التشخيص الصحيح ووضع خطة علاج مناسبة.

وينبغي مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي من الأعراض التالية بصورة متكررة:

  • تشنجات موضعية متكررة دون سبب واضح.
  • إحساس غير مبرر بالقلق أو الانفصال عن الواقع.
  • تغيرات في الإحساس أو السمع أو الرؤية لفترات قصيرة.
  • نوبات متكررة من الغثيان أو تسارع ضربات القلب دون تفسير طبي.

التشخيص المبكر يُسهم في الوقاية من مضاعفات المرض وتحسين فرص السيطرة عليه من خلال الأدوية أو الوسائل العلاجية الأخرى، مما يساعد على ظهور علامات الشفاء من الصرع واستقرار الحالة على المدى الطويل.

وفي الختام، إن فهم أعراض الصرع البسيط يمثل الخطوة الأولى نحو حياة أكثر استقرارًا وأمانًا للمصابين به.

ولمن يلاحظ أيًّا من الأعراض المذكورة أو يبحث عن تقييم دقيق لحالته، يُنصح بالتوجّه إلى الدكتور عوض حجاب- دكتوراه ومدرس جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بكلية الطب- لما له من خبرة متميزة في تشخيص وعلاج حالات الصرع ومتابعة تطوراتها بأحدث الأساليب الطبية.

للحجز و الاستعلام