1. Home
  2. مقالات
  3. أعراض المياه على المخ عند الأطفال 

أعراض المياه على المخ عند الأطفال 

أعراض المياه على المخ عند الأطفال

قد يُلاحظ الأهل على طفلهم ظهور أعراض غير مألوفة مثل تكرار الشكوى بالصداع أو تدهور الرؤية، وقد يظنون أن هذه أمور بسيطة يمكن الاكتفاء بالذهاب إلى طبيب العيون لعلاجها، لكن ماذا إن استمرت الأعراض؟ 

للأسف بمرور الوقت، تظهر على بعض من هؤلاء الأطفالعلامات أخرى توحي بعدم بساطة الوضع واحتمالية الإصابة بمشكلة أشد خطورة مثل المياه على المخ، لذا سنتحدث في مقالنا اليوم عن أهم أعراض المياه على المخ عند الأطفال وأسباب المرض وكيفية علاجه.

ما المقصود بالمياه على المخ عند الأطفال؟

المياه على المخ أو ما تُسمى أيضًا “الاستسقاء الدماغي” هي حالة تراكم مفرط للسائل النخاعي -السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي لحمايتهما وتغذيتهما- داخل تجاويف الدماغ التي تُعرف باسم “البطينات”، يؤدي تراكم هذا السائل إلى اتساع البطينات، مما يُشكل ضغطًا على أنسجة الدماغ ومن ثم ظهور أعراض المياه على المخ عند الأطفال، والتي سنتحدث عنها تفصيليًا في السطور القادمة

أعراض المياه على المخ عند الأطفال

تختلف أعراض المياه على المخ عند الأطفال وفقًا لعمر الطفل وشدة الإصابة، ومن الممكن رؤية هذه الأعراض متمثلة فيما يلي:

أعراض المياه على المخ عند الأطفال الرُضع

في هذه الفئة العمرية، تكون جمجمة الطفل لا تزال لينة وعظامها غير ملتحمة تمامًا، مما يسمح بتمدد الرأس استجابة لزيادة الضغط، ومن ثم قد تظهر علامات الإصابة عند الأطفال صغار السن في صورة:

  • زيادة سريعة وغير طبيعية في حجم رأس الطفل، فقد تبدو الرأس بشكل أكبر من المعتاد، وغير متناسقة مع باقي الجسم.
  • انتفاخ أو بروز اليافوخ -المنطقة اللينة الموجودة أعلى رأس الطفل- ففي حالة المياه على المخ قد يكون اليافوخ مشدودًا ومنتفخًا.
  • تعرض الطفل للقيء المتكرر الشديد غير المبرر.
  • نوم الطفل بصورة أكثر من المعتادة، مع شعور الأم بخمول الطفل وصعوبة إيقاظه.
  • صعوبة في النظر إلى الأعلى عند توجيه الرأس للأمام، فقد تبدو عينا الطفل متجهتين للأسفل دائمًا، مع ظهور الجزء العلوي من بياض العين فوق البؤبؤ، وتُسمى هذه الحالة بعلامة الغروب أو تغريب العين.
  • تعرض الطفل لنوبات صرع بدون سبب معروف.
  • ترقرق فروة الرأس، مما يؤدي إلى ظهور الأوردة الدماغية بشكل أكثر وضوحًا.
  • سرعة الانفعال، فقد يُلاحظ على الطفل سهولة الاستشارة والانزعاج والبكاء المستمر.
  • صعوبة في التغذية، فقد تعاني الأم رفض طفلها للرضاعة أو حتى التقيء بعدها.
  • ضعف في قوة العضلات مما يؤدي إلى تأخر ملحوظ في النمو الحركي والوصول إلى المراحل التطورية مثل رفع الرأس والجلوس.

أعراض المياه على المخ عند الأطفال الأكبر سنًا

بمجرد أن تلتحم عظام الجمجمة، لا يمكن للرأس أن يتمدد بنفس الطريقة استجابة لزيادة الضغط، لذلك، تظهر أعراض أخرى تعكس ارتفاع الضغط داخل الرأس والتي قد تشمل ما يلي:

  • صداع متكرر وشديد، غالبًا ما يكون الصداع أسوأ في الصباح وقد يتحسن خلال النهار.
  • الغثيان والقيء، غالبًا يكون القيء مصحوبًا بالصداع أو يحدث بشكل منفصل.
  • مشكلات في الرؤية، قد يعاني الطفل عدم وضوح أو ضبابية في الرؤية، أو ازدواج الرؤية، أو صعوبة في النظر للأعلى.
  • مشكلات في التوازن والتنسيق الحركي، من الممكن ملاحظة ترنح الطفل في أثناء المشي أو مواجهة صعوبة في أداء الأنشطة التي تتطلب تنسيقًا حركيًا.
  • تغيرات في الشخصية والسلوك، فقد يصير الطفل عصبيًا أو سريع الانفعال بدون سبب واضح، أو يعاني التقلبات المزاجية.
  • صعوبات في التعلم والتركيز، نتيجة زيادة الضغط فمن الممكن أن يتأثر الأداء الدراسي للطفل والقدرة على التركيز.
  • النعاس والخمول، قد يشكو الطفل من التعب والخمول بشكل غير عادي.
  • فقدان السيطرة على المثانة أو حدوث ما يُسمى بالتبول اللا إرادي.
  • تأخر أو اضطراب في المهارات المكتسبة، قد يلاحظ الأهل تراجعًا في قدرة الطفل على المشي أو التحدث أو أداء مهارات أخرى كان يتقنها.
  • تأخر في النمو، وضعف الشهية.

أسباب حدوث أعراض المياه على المخ عند الأطفال 

يحدث استسقاء الرأس نتيجة اختلال التوازن بين كمية السائل الدماغي الشوكي المُنتَج وكمية امتصاصه في مجرى الدم، ويُمتص السائل بشكل أساسي بواسطة الأوعية الدموية في الأنسجة الموجودة على سطح الدماغ، ويمكن أن تتراكم كمية زائدة للسائل النخاعي لأحد الأسباب التالية:

  • وجود عيوب خُلقية، مثل تشوهات الحبل الشوكي أو وجود انسداد جزئي وهو السبب الأكثر حدوثًا، أو ضعف في امتصاص السائل وهو سبب أقل حدوثًا، أو إفراط في إنتاج السائل بمعدل أكبر من الطبيعي، مما يعيق امتصاص كل الكمية المنتجة ومن ثم حدوث التراكم وذلك في حالات نادرة.
  • الإصابة بالتهاب السُحايا.
  • نزيف داخل بطينات الدماغ وهو شائع في الأطفال الخدج- المولودين قبل ميعادهم-.
  • الإصابة بأورام الدماغ والحبل الشوكي.
  • إصابات الرأس الشديدة التي تؤدي إلى نزيف أو تلف في الحبل الشوكي.
  • بعض الحالات الوراثية.
  • العدوى في أثناء الحمل، إذ توجد بعض أنواع العدوى التي تصيب الأم أثناء الحمل من الممكن أن تزيد من خطر إصابة الجنين بالمياه على المخ.

كيفية علاج أعراض المياه على المخ عند الأطفال 

 يهدف علاج المياه على المخ إلى تقليل الضغط داخل الجمجمة واستعادة تدفق السائل النخاعي بشكل طبيعي، ويعد العلاج الجراحي هو الحل الرئيسي لهذا المرض والذي قد يتضمن ما يلي:

  • جراحة التحويلة، هو أكثر الوسائل العلاجية إجراءًا لاستسقاء الرأس ومن خلالها يُركِب الطبيب جهاز يُسمى التحويلة وهي أنبوب مرن يُوضع في الدماغ، يسمح بتصريف السائل الدماغي الزائد إلى منطقة أخرى من الجسم حيث يُمكن امتصاصه.
  • الجراحة بالمنظار وتُمسى “فغر البطين الثالث بالمنظار”، في هذا الإجراء يصنع الطبيب ثقب صغير في قاع البطين الثالث في الدماغ، مما يُتيح للسائل الدماغي الشوكي التدفق داخل وحول الدماغ كما هو طبيعي، وعادةً ما يخضع الأطفال فوق سن الثانية لهذه الجراحة.

بالإضافة إلى الإجراء الجراحي، هناك سُبل علاجية أخرى تساعد في العلاج ولكنها ليست بديلة للحل الجراحي وقد تشمل:

  • العلاج الدوائي، إذ توجد بعض الأدوية التي تعمل على تقليل إنتاج السائل النخاعي.
  • العلاج الطبيعي والتأهيل، لمعالجة التأخر العقلي وتحسين المهارات سواء كانت حركية أو فكرية.
  • المتابعة الدورية مع الطبيب لضمان عدم حدوث مضاعفات أو انسداد في التصريف.

في النهاية..

من خلال التعرف على أعراض المياه على المخ عند الأطفال ومعرفة كيفية العلاج، نجد أنه لا بد من استشارة الطبيب فور ظهور أي من الأعراض السابق ذكرها وعدم الاستهانة بها، حتى لا يتفاقم الوضع، كما يمكنكم الإطلاع على حالات شفيت من استسقاء الدماغ لتطمئن قلوبكم.

للحجز و الاستعلام