رؤية الطفل يعاني مشكلات في الحركة أو الإحساس قد يكون أمرًا مؤلمًا للوالدين، لكن مع التقدم الطبي أصبح هناك العديد من السبل لتشخيص وعلاج الأمراض المرتبطة بالنخاع الشوكي، مما يمنح الأمل للكثيرين.
في هذا المقال، سنستعرض أبرز أمراض النخاع الشوكي عند الأطفال وأعراضها وسبل العلاج المتاحة.
أمراض النخاع الشوكي عند الأطفال: أنواعها وأسبابها
النخاع الشوكي جزء أساسي من الجهاز العصبي المركزي، يمتد من الدماغ عبر العمود الفقري، ويعمل كمركز رئيسي لنقل الإشارات العصبية بين الدماغ وأعضاء الجسم المختلفة، وأي خلل أو إصابة به قد تؤدي إلى مشكلات في الحركة و الإحساس أو حتى الوظائف الحيوية الأخرى.
هناك العديد من الأمراض التي قد تؤثر في النخاع الشوكي عند الأطفال، بعضها وراثي وبعضها الآخر قد يكون نتيجة لإصابة أو عدوى. من بين هذه الأمراض:
التهاب النخاع الشوكي
التهاب النخاع الشوكي هو التهاب بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية أو اضطراب مناعي، وقد يؤدي إلى ضعف في الأطراف أو فقدان الإحساس.
أورام النخاع الشوكي
يمكن أن تصيب الأورام الحميدة أو الخبيثة النخاع الشوكي عند الأطفال، مما يسبب ضغطًا على الأعصاب ويؤدي إلى ظهور أعراض أورام النخاع الشوكي، مثل الألم وضعف العضلات.
الضمور العضلي الشوكي
مرض وراثي يؤدي إلى ضعف تدريجي في العضلات نتيجة تضرر الخلايا العصبية الحركية في النخاع الشوكي، وقد يؤثر بصورة كبيرة في قدرة الطفل على الحركة والتنفس.
أعراض أمراض النخاع الشوكي عند الأطفال
تختلف الأعراض تبعًا لنوع المرض، وغالبًا ما تشمل:
- ضعف أو فقدان الحركة في الأطراف، مما قد يؤدي إلى صعوبة المشي أو استخدام اليدين.
- فقدان الإحساس أو الشعور بوخز وتنميل، خاصة في المناطق التي تتصل بالأعصاب المصابة.
- مشكلات في التوازن والتنسيق الحركي، مما يجعل الطفل أكثر عرضة للسقوط أو فقدان القدرة على أداء الحركات الدقيقة.
- آلام في الظهر أو الرقبة، قد تكون مستمرة أو تزداد مع الحركة.
- اضطرابات في التحكم بالمثانة أو الأمعاء، مما قد يؤدي إلى معاناة السلس البولي أو الإمساك المزمن.
تؤثر هذه الأعراض في قدرة الطفل على ممارسة أنشطته اليومية، وقد تزداد سوءًا بمرور الوقت بسبب تأخر التدخل الطبي في الوقت المناسب.
كيفية تشخيص أمراض النخاع الشوكي عند الأطفال بدقة
يعتمد التشخيص على مجموعة من الفحوصات التي تساعد الأطباء في تحديد نوع المرض وشدته بدقة، ويبدأ التشخيص عادةً بالفحص السريري، إذ يقيّم الطبيب قوة العضلات والإحساس وردود الفعل العصبية.
بعد الفحص الأولي، يلجأ الطبيب إلى تقنيات التصوير الطبي مثل:
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يساعد في إظهار تفاصيل دقيقة للنخاع الشوكي والأنسجة المحيطة به.
- التصوير المقطعي (CT Scan): يُستخدم للكشف عن أي تشوهات أو إصابات هيكلية في العمود الفقري.
بالإضافة إلى ذلك، تُجرى اختبارات مخبرية مثل:
- تحليل سائل النخاع الشوكي (البزل القطني) للكشف عن معاناة التهابات أو اضطرابات مناعية.
- اختبارات جينية إذا كان هناك اشتباه بمرض وراثي مثل ضمور العضلات الشوكي.
- فحوصات الكشف المبكر عن أورام النخاع الشوكي للمساهمة في اختيار العلاج المناسب وتقليل المضاعفات المحتملة.
وكلما كان التشخيص أكثر دقة ومبكرًا، زادت فرص التدخل العلاجي الناجح وتحسين حياة الطفل بصورة كبيرة.
سبل العلاج المتاحة لأمراض النخاع الشوكي عند الأطفال
يعتمد علاج أمراض النخاع الشوكي عند الأطفال على نوع المرض ومدى تأثيره في حياتهم، وتشمل السبل المستخدمة ما يلي:
- العلاج الدوائي: تُستخدم بعض الأدوية لتقليل الالتهاب والتورم في حالات مثل التهاب النخاع الشوكي، لتخفيف الأعراض ومنع المضاعفات.
- الجراحة: قد يكون التدخل الجراحي في بعض الحالات -مثل أورام النخاع الشوكي- ضروريًا لإزالة الورم أو تخفيف الضغط على الأعصاب.
- العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل: يلعب العلاج الطبيعي دورًا مهمًا في تحسين القوة العضلية والحركة، خاصة للأطفال الذين يعانون ضمور العضلات الشوكي أو ضعف الأطراف نتيجة إصابة النخاع الشوكي.
- الدعم العاطفي والاجتماعي: يحتاج الأطفال المصابون بأمراض النخاع الشوكي إلى بيئة مشجعة وداعمة، سواء في المنزل أو المدرسة، لمساعدتهم على التكيف مع المشكلات الجسدية التي يواجهونها.
تساعد هذه التدخلات الطبية في تمكين الطفل من تحقيق أقصى قدر من الاستقلالية والاندماج في المجتمع.
وفي الختام، أمراض النخاع الشوكي عند الأطفال قد تكون معقدة، لكنها ليست نهاية الطريق، فمع التقدم الطبي ووجود خيارات علاجية متعددة، يمكن للأطفال المصابين أن يحصلوا على فرص أفضل للحياة والتكيف مع حالتهم.
إذا كان طفلك يعاني مشكلات في الحركة أو الإحساس نتيجة اضطرابات في النخاع الشوكي، تواصل مع الدكتور عوض حجاب للحصول على التشخيص المناسب وخطة علاج دقيقة.