1. Home
  2. مقالات
  3. التهاب النخاع الشوكي

التهاب النخاع الشوكي

التهاب النخاع الشوكي

التهاب النخاع الشوكي هو أحد الحالات الطبية الخطيرة التي قد تؤثر بصورة مباشرة في الجهاز العصبي المركزي، وتُعد مصدر قلق كبير؛ نظرًا لدورها الحيوي في التحكم بالحركات الحسية والحركية في الجسم.

لكن ما الذي يسبب التهاب النخاع الشوكي؟ وكيف يُمكن التعامل معه بصورة فعالة؟ في هذا المقال، سنتناول الموضوع من جميع جوانبه لتقديم صورة شاملة ومفيدة لكل من يبحث عن معلومات دقيقة حول هذه الحالة.

ما هو التهاب النخاع الشوكي؟

يُشكّل النخاع الشوكي جزءًا أساسيًا من الجهاز العصبي المركزي، وهو يمتد على طول العمود الفقري من المخ حتى أسفل الظهر، ويلعب دورًا محوريًا في نقل الإشارات العصبية بين الدماغ وبقية الجسم.

 

عندما يتعرض النخاع الشوكي للالتهاب، فمن الممكن أن تتعطل هذه الإشارات، مما يؤدي إلى ظهور أعراض متعددة، تشمل الألم أو فقدان الإحساس، وأحيانًا ضعف العضلات.

أسباب التهاب النخاع الشوكي

لفهم هذه الحالة بصورة أفضل، من المهم تحديد الأسباب التي قد تؤدي إلى التهاب النخاع الشوكي، وهي تشمل:

  • العدوى الفيروسية أو البكتيرية: العديد من الفيروسات، مثل فيروس الهربس البسيط وفيروس نقص المناعة البشري، قد تؤدي إلى التهاب النخاع الشوكي، كما يمكن أن تسبب بعض البكتيريا، مثل السل، التهابات مماثلة.
  • أمراض المناعة الذاتية: أمراض مثل التصلبالمتعدد أو الذئبة الحمراء قد تؤدي إلى مهاجمة الجهاز المناعي للنخاع الشوكي، مما يتسبب في التهابه.
  • ردود الفعل التحسسية: في بعض الحالات النادرة، قد ينتج التهاب النخاع الشوكي كرد فعل تحسسي تجاه اللقاحات أو الأدوية.
  • الإصابات الجسدية: الإصابات التي تؤثر في العمود الفقري أو الحبل الشوكي قد تسبب التهابًا في المنطقة المصابة.

أعراض التهاب النخاع الشوكي

من المهم التعرف إلى أعراض التهاب النخاع الشوكي بوضوح، خصوصًا أنها تتشابه مع بعض الأمراض الأخرى مثل أعراض أورام النخاع الشوكي. وتشمل الأعراض عادةً: 

  • ألم  الظهر أو الرقبة: قد يكون الألم أول علامة تدل على وجود التهاب في النخاع الشوكي.
  • فقدان الإحساس: يشعر المريض بخدر أو تنميل في الأطراف، وقد يمتد إلى بقية الجسم.
  • ضعف العضلات: يؤدي الالتهاب إلى ضعف القدرة على التحكم في العضلات، مما يجعل الحركة صعبة.
  • مشكلات في الجهاز الهضمي أو البولي: قد يعاني بعض المصابين صعوبة في التبول أو الإمساك.
  • اضطرابات في التوازن: قد يفقد الالتهاب المصابين القدرة على المشي أو الوقوف بثبات.

تشخيص التهاب النخاع الشوكي

كما ذكرنا، يتشابه التهاب النخاع الشوكي مع بعض الأمراض الأخرى مثل أورام النخاع الشوكي، لذا فبالرغم من وضوح الأعراض كما وصفناها للتو، يظل من المهم زيارة الطبيب المتخصص والخضوع لوسائل التشخيص الدقيق، والتي تشمل:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يوفر الرنين المغناطيسي صورة دقيقة للنخاع الشوكي، ويكشف عن وجود أي التهاب أو تلف في أنسجته وخلاياه.
  • البزل القطني: وهو اختبار يعتمد على أخذ عينة من السائل النخاعي وتحليلها، مما يساعد في تحديد العدوى أو الالتهابات المسببة للحالة.
  • اختبارات الدم: تُجرى اختبارات الدم للكشف عن الأمراض المناعية أو العدوى التي قد تكون مرتبطة بالتهاب النخاع الشوكي.

علاج التهاب النخاع الشوكي

يعتمد علاج التهاب النخاع الشوكي بصورة أساسية على السبب الكامن وراء الحالة، ومدى شدتها، وتشمل طرق العلاج المتبعة:

الأدوية

وهي الخيار الأول للعلاج، وتشمل:

  • الكورتيكوستيرويد: يُستخدم لتخفيف الالتهاب وتقليل تورم النخاع الشوكي.
  • الأدوية المضادة للفيروسات أو المضادات الحيوية: تُستخدم إذا كان السبب عدوى فيروسية أو بكتيرية.
  • مثبطات المناعة: تُوصف في حالة الأمراض المناعية الذاتية لتقليل نشاط الجهاز المناعي.

العلاج الطبيعي

يُعد العلاج الطبيعي إجراءً لا غنى عنه في خطة علاج التهاب النخاع الشوكي، حتى بعد السيطرة على الالتهاب؛ إذ يساعد العلاج الطبيعي في استعادة الحركة والقوة العضلية وتحسين التوازن.

الجراحة

في بعض الحالات النادرة يكون التدخل الجراحي أمرًا لا مفر منه، وتشمل هذه الحالات:

  • إذا كان هناك خرّاجًا يستدعى فتحه وتنظيفه.
  • إذا كان الالتهاب ناتجًا عن انزلاق أحد الغضاريف، ما يستدعي إزالة الجزء المنزلق.
  • إذا كان الالتهاب ناتجًا عن وجود ورم، ما يستدعي استئصاله.

مضاعفات التهاب النخاع الشوكي

نظرًا إلى بساطة أعراض التهاب النخاع الشوكي في البداية، قد يتجاهل بعض المرضى الأمر ظنًا منهم أنه مجرد مشكلة مؤقتة وستزول تلقائيًا، ونحن نحذر بشدة من هذا، فإذا لم يُعالج التهاب النخاع الشوكي بصورة صحيحة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل:

  • الشلل الجزئي أو الكلي: نتيجة التلف الدائم للأعصاب.
  • مشكلات مزمنة في التبول أو الهضم: بسبب تأثير الالتهاب في الأعصاب المسؤولة عن هذه الوظائف.
  • ألم مزمن في الظهر أو الأطراف: وهو ما قد يستمر حتى بعد السيطرة على الالتهاب.

نصائح هامة لمرضى التهاب النخاع الشوكي

إذا كنت مصابًا بالتهاب النخاع الشوكي أو إذا كنت تخشى الإصابة به وتود الوقاية منه، فإن ذلك يتطلب بعض التغييرات في نمط الحياة اليومية، أهمها:

  • الحفاظ على صحة الجهاز المناعي من خلال التغذية السليمة والنشاط البدني.
  • تجنب التعرض للعدوى من خلال غسل اليدين، وتجنب الاختلاط بالمصابين بالأمراض المعدية.
  • متابعة الأمراض المزمنة، مثل السكر أو التصلب اللويحي، للحد من تأثيرها في الحبل الشوكي.
  • التوجه للطبيب فور ظهور أي أعراض غير طبيعية.

هل يمكن الشفاء التام من التهاب النخاع الشوكي؟

لا توجد إجابة واحدة لهذا السؤال، إذ تعتمد فرصة الشفاء على السبب الأساسي وشدة الحالة، فقد يتعافى البعض تمامًا مع وجود مشكلات بسيطة لا تُذكر، بينما يضطر البعض الآخر إلى التعايش مع بعض أعراض هذا المرض.

في النهاية..

التهاب النخاع الشوكي هو حالة طبية تتطلب وعيًا ودقة في التعامل معها وعلاجها مبكرًا؛ لذا من المهم التعجيل في زيارة الطبيب والخضوع للتشخيصات المناسبة لبدء البرنامج العلاجي قبل تفاقم الحالة.

للحجز و الاستعلام