1. Home
  2. مقالات
  3. بديل صمام المخ

بديل صمام المخ

بديل صمام المخ

استسقاء الدماغ حالة يتراكم فيها السائل النخاعي في التجاويف الدماغية أو ما تُسمى ببطينات الدماغ، ومن ثم تؤدي إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة وظهور أعراض خطيرة من أشهرها زيادة غير طبيعية في حجم الرأس.

يتضمن علاج تلك الحالة تركيب نظام تحويل للسائل يُسمى صمام المخ، يُزرع في أحد بطينات الدماغ لتصريف السائل، وعلى الرغم من نجاح هذه التقنية لم يتوقف العلماء عندها وظل بحثم يدور حول بديل صمام المخ ليكون أكثر فعالية، فهل نجح العلم في ذلك؟ هذا ما سنتطرق إليه تفصيليًا في مقالنا اليوم.

هل يوجد بديل لصمام المخ؟

نعم، في بعض الحالات قد يكون من المناسب الخضوع إلى عملية بديل صمام المخ مثل عملية فغر البطين الثالث بالمنظار (ETV) أو عملية فغر البطين واستئصال الضفيرة المشيمية (CPC)، والتي سنتحدث عنهما تفصيلًا في سطورنا القادمة.

عمليات بديل صمام المخ

على الرغم من عدم وجود بديل مباشر وشامل يحل محل صمام المخ في جميع الحالات حتى الآن، فهناك تقنيات تعمل على علاج استسقاء الدماغ دون اللجوء إلى تركيب الصمام، وقد تشمل ما يلي:

فغر البطين الثالث بالمنظار ( ETV)

 تعد هذه التقنية الجراحية طفيفة التوغل بديلاً فعالاً لتركيب الصمام في بعض أنواع استسقاء الدماغ الانسدادي، ويحدث هذا الإجراء على النحو التالي:

  •  يخضع فيها المريض إلى التخدير الكلي.
  •  يُدخل الطبيب منظارًا دقيقًا مزودًا بكاميرا وأدوات جراحية صغيرة عبر ثقب صغير في الجمجمة إلى البطين الثالث في الدماغ، مما يُنشئ مسارًا يسمح بتدفق السائل الدماغي الشوكي داخل وحول الدماغ كما هو طبيعي، عادةً ما يُجرى هذا الإجراء للأطفال فوق سن الثانية.

أما عن مميزات ETV:

  • لا تتطلب زرع جهاز دائم.
  •  تقلل من خطر المضاعفات المرتبطة بالصمامات مثل الانسداد والعدوى.
  •  قد توفر حلاً دائماً في بعض الحالات.

وتنحصر عيوب ETV فيما يلي:

  • لا تناسب جميع أنواع حالات استسقاء الدماغ خاصة الاستسقاء الناتج عن مشكلات في الامتصاص.
  •  قد لا تكون فعالاً على المدى الطويل في بعض الحالات.
  •  وجود احتمالية بسيطة لحدوث مضاعفات عصبية.

فغر البطين واستئصال الضفيرة المشيمية ( CPC)

تُفضل هذه التقنية في علاج حالات استسقاء الدماغ للأطفال الرضع الناتجة عن فرط إنتاج السائل النخاعي، يُستخدم فيها المنظار أيضًا لتحديد وكيّ جزء من الضفيرة المشيمية – أنسجة موجودة في بطينات الدماغ وظيفتها إنتاج السائل النخاعي- مما يقلل من كمية السائل المتراكم.

وتمتاز CPC أنها تقنية فعالة في حالات فرط إنتاج السائل النخاعي، ويمكن أن تقلل من الحاجة إلى تركيب الصمام أو تُؤخر زرعه.

أما عن عيوب CPC فهي أنها لا تُعالج مشكلة انسداد تدفق السائل أو مشكلات الامتصاص، وذات فاعلية بسيطة على المدى الطويل إذا أُجريت بمفردها في بعض الحالات.

أحيانًا يُجري الطبيب عملية فغر البطين الثالث بالمنظار بالتزامن مع كيّ أو استئصال الضفيرة المشيمية للوصول إلى أفضل النتائج المرجوة.

كما قد يوصي الطبيب أيضًا بتناول بعض الأدوية التي تُقلل إفراز السائل النخاعي مثل التي تحتوي على مادة الأسيتازولاميد وهي مادة مثبطة لإنزيم الكربونيك انهيدراز -الإنزيم المسؤول عن إفراز السائل الدماغي الشوكي من الضفيرة المشيمية- ويُستخدم هذا الدواء غالبًا في حالات الورم الدماغي الكاذب.

لماذا البحث عن بديل صمام المخ؟

تتعدد الأسباب التي تدفع كل من الأطباء والمرضى للبحث عن بديل صمام المخ أو حتى اللجوء إلى حلول إضافية، من أهمها:

  • تقليل المضاعفات، على الرغم من محاولات التحسينات في تصميم الصمامات ووجود أنواع مختلفة من الصمامات، لا تزال مضاعفات عملية تركيب صمام المخ شائعة نسبياً، خاصة على المدى الطويل.
  • الحاجة إلى المراجعات الجراحية، فكثير من الأحيان قد يحتاج المرضى الذين يمتلكون صمامات إلى عمليات جراحية إضافية لتعديل أو استبدال مكونات النظام بسبب الانسداد أو الأعطال أو النمو في حالة تركيب صمام المخ للأطفال.
  • الاعتماد الدائم على جهاز خارجي، إذ يعيش المرضى الذين لديهم صمامات مع جهاز دائمًا، مما قد يؤثر في نمط حياتهم ويسبب قلقًا بشأن الأعطال المحتملة.
  • عدم فعالية الصمامات في بعض أنواع الاستسقاء الدماغي، ففي بعض الحالات قد لا تكون الصمامات الخيار الأمثل للعلاج مثل استسقاء الضغط الطبيعي (NPH) في مراحله المبكرة.

في النهاية،

على الرغم من أن صمام المخ لا يزال يمثل خيارًا أساسيًا في علاج العديد من حالات استسقاء الدماغ، فإن البحث المستمر عن بديل صمام المخ والتحسينات في التقنيات المتوفرة يقدم أملاً في تقليل المضاعفات وتوفير حياة أفضل للمرضى على المدى الطويل، مع مراعاة أن الطبيب هو من يحدد الخيارات العلاجية المتاحة المناسبة لكل مريض بناءً على نوع الاستسقاء وسببه وعمر المريض وحالته الصحية العامة.

للحجز و الاستعلام