1. Home
  2. خدمات
  3. علاج الصرع: خطوة نحو حياة أفضل

علاج الصرع: خطوة نحو حياة أفضل

علاج الصرع

تخيَّل لحظة تتوقف فيها حياتك بسبب نوبة صرع غير متوقعة، حيث تفقد السيطرة على جسدك وتجد نفسك محاطًا بعيون قلقة وعاجزة، هذه هي الأزمة التي يواجهها ملايين الأشخاص المصابين بالصرع حول العالم يوميًا. 

أصبح الآن علاج الصرع أكثر تطورًا وفتح آفاقًا جديدة للأمل والحياة الكريمة للمصابين به، لذا حرصنا اليوم على إيضاح سبل علاجه.

ما هو علاج الصرع؟

علاج الصرع هو مجموعة من الإجراءات الطبية والتقنيات العلاجية التي تهدف إلى تقليل أو منع حدوث نوبات الصرع وتحسين حياة المريض، ويركز العلاج على التحكم في النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ، سواء باستخدام الأدوية أو التدخلات الجراحية أو التحفيز العصبي أو الأنظمة الغذائية، ويحدد الطبيب المختص العلاج بعناية بناءً على حالة المريض لضمان تحقيق أفضل النتائج. 

وفي السطور التالية سنتعرف إلى سبل العلاج المختلفة لعلاج الصرع.

أدوية علاج الصرع

تُعد الأدوية الخيار الأول في علاج الصرع لدى معظم المرضى، بما في ذلك الصرع النفسي، وتعمل على تقليل اعراض ما قبل نوبة الصرع من خلال تنظيم النشاط الكهربائي في الدماغ. ومن بين الأدوية الشائعة:

  • الكاربامازيبين: فعّال لعلاج نوبات الصرع الجزئي و الصرع المعمم.
  • الفالبروات: مناسب للنوبات العامة والمعقدة.
  • اللاموتريجين: ذو تأثير قوي ومناسب للنساء في سن الإنجاب لأنه أقل ضررًا على الأجنة.
  • كلونازيبام : فعّال في علاج نوبات الصرع المتكررة والتي يرافقها فقدان الوعي.
  • بريجابالين: يُستخدم في علاج النوبات الجزئية ومناسب للأطفال. 

وننوّه على ضرورة التزام المريض بالجرعات بدقة وفقًا لتعليمات الطبيب لتجنب أي آثار جانبية أو تفاقم للنوبات، كما يُنصح بإبلاغ الطبيب فورًا في حال ظهور أي أعراض غير معتادة لضمان تعديل الجرعة أو تغيير العلاج عند الحاجة.

الجراحة لعلاج نوبات الصرع

عندما لا تُحقق الأدوية المضادة لنوبات الصرع النتائج المرجوة أو إن كانت أعراض الصرع شديدة والنوبات متكررة، يمكن أن تكون الجراحة خيارًا فعّالًا في علاج الصرع. وتهدف إلى إزالة أو تعديل المناطق المسؤولة عن النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ، مما يُقلل أو يوقف حدوث النوبات.

متى يلجأ الطبيب إلى الجراحة؟

بجانب عدم فعالية العلاج الدوائي في خفض نسب حدوث نوبات الصرع، يضطر الطبيب للعلاج الجراحي في الحالات الآتية:

  • إذا أثرت النوبات بصورة كبيرة على حياة المريض اليومية وصحته النفسية والجسدية.
  • إن كان مصدر النوبات يأتي من منطقة محددة في الدماغ يمكن إزالتها بأمان دون الإضرار بالوظائف الحيوية.

أنواع الجراحات

تتعدد أنواع الجراحات المستخدمة في علاج الصرع، وتشمل ما يلي:

  • استئصال الفص الصدغي: يُعد النوع الأكثر شيوعًا وفعالية، خاصة في علاج الصرع البؤري الناتج عن منطقة محددة في الدماغ مثل الفص الصدغي، إذ يُزال جزء صغير من الدماغ الذي يسبب النشاط الكهربائي المفرط، وغالبًا ما يحقق نتائج ممتازة، لأنه يؤدي إلى تقليل النوبات بصورة كبيرة أو القضاء عليها تمامًا.
  • العمليات الدقيقة باستخدام تقنيات حديثة: تتضمن إجراء تعديلات دقيقة باستخدام أدوات متطورة لتقليل المخاطر، مثل الجراحة باستخدام الليزر أو الموجات فوق الصوتية المركزة، التي تسمح باستهداف المناطق المتأثرة بدقة دون التسبب في ضرر كبير للأنسجة السليمة.

تُساهم الجراحة في تحسين حياة كثير من المرضى، وتساعد على تقليل النوبات بصورة كبيرة أو التخلص منها كليًا، مما يُمكّن المرضى من العودة إلى حياة أكثر طبيعية.

ولكن لا تعد الجراحة مناسبة للجميع، لذا يجب اتخاذ القرار بعد تقييم دقيق من قبل فريق طبي مختص للتأكد من أنها الخيار الأنسب لحالة المريض.

التحفيز العصبي

التحفيز العصبي هو أحد العلاجات التكميلية للصرع، ويعتمد على تعديل النشاط الكهربائي في الدماغ باستخدام إشارات كهربائية تُرسل إلى الأعصاب أو مناطق معينة في الدماغ، ويهدف هذا العلاج إلى تقليل نسب حدوث النوبات وشدتها، خاصة في الحالات التي يصعب السيطرة عليها بالأدوية وحدها.

ويعتمد على استخدام أجهزة صغيرة تُزرع تحت الجلد تعمل بصورة منتظمة أو عند الحاجة، حتى تمنع النشاط الكهربائي غير الطبيعي ومن ثم تساهم في تحسين حياة المريض بصورة كبيرة.

العلاج الغذائي

النظام الغذائي الكيتوني (الكيتو دايت) يُستخدم كخيار فعال لعلاج نوبات الصرع، خاصة لدى الأطفال الذين لا تستجيب حالاتهم للأدوية التقليدية. ويعتمد هذا النظام على تقليل تناول الكربوهيدرات وزيادة نسبة الدهون في الطعام، مما يُجبر الجسم على استخدام الدهون كمصدر أساسي للطاقة بدلًا من السكر، وهذا التحول في طريقة إنتاج الطاقة يؤدي إلى تغييرات في وظائف الدماغ، تساعد في تقليل النشاط الكهربائي غير الطبيعي الذي يُسبب النوبات.

التشخيص المبكر: أساس علاج الصرع الناجح

التشخيص المبكر يلعب دورًا حاسمًا في وضع خطة علاجية فعّالة لعلاج الصرع، وتشمل الفحوصات الشائعة:

  • تخطيط كهربية الدماغ (EEG): لتحديد نوع النشاط الكهربائي في الدماغ.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): للكشف عن أي تشوهات أو إصابات في الدماغ.

وفي الختام، علاج الصرع رحلة تتطلب تعاونًا بين المريض وأسرته والفريق الطبي للوصول إلى النتائج المرجوة، وتبقى الآفاق مفتوحة لمزيد من الابتكارات الطبية التي تساعد المرضى على عيش حياة أفضل وأكثر استقرارًا.

إذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك يعاني نوبات صرع متكررة أو صعوبة في السيطرة عليها، تواصل مع الدكتور عوض حجاب للحصول على التشخيص المناسب وخطة علاج دقيقة.

للحجز و الاستعلام