تلعب الغدد الصماء دورًا حيويًا في تنظيم توازن الجسم، إذ تفرز الهرمونات الضرورية للعمليات الحيوية، وتأتي الغدة النخامية “قائدة الأوركسترا” على رأس هذه الغدد، لتنسق عمل الغدد الأخرى عبر تنظيم إفرازاتها.
لكن ماذا يحدث عندما تتعرض الغدة النخامية لورم؟ تظهر هنا أعراض أورام الغدة النخامية، والتي يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات تؤثر في الجسم بالكامل.
أنواع أورام الغدة النخامية
تُصنف أورام الغدة النخامية حسب تأثيرها في إفراز الهرمونات إلى نوعين أساسيين:
- أورام تفرز كميات زائدة من الهرمونات، مما يؤدي إلى ارتفاع مستواها لمعدلات غير طبيعي، وتسبب أعراضًا مميزة تبعًا لنوع الهرمون المفرز.
- أورام لا تؤدي إلى إفراز زائد للهرمونات، وتسبب أعراضًا ناتجة بصورة رئيسية عن ضغطها على الأنسجة المحيطة بالغدة النخامية، خاصة الأعصاب والأوعية الدموية.
- ويؤثر كل نوع من هذه الأورام في الجسم بطرق مختلفة، وسنتعرف الآن إلى أعراض أورام الغدة النخامية العامة التي يمكن أن تظهر عند الإصابة.
أعراض أورام الغدة النخامية الناجمة من الضغط على نسيج المخ
تظهر أعراض أورام الغدة النخامية العامة عادة نتيجة للضغط الذي يحدثه الورم على الأنسجة المحيطة، وتشمل هذه الأعراض:
- الصداع في مقدمة أو مؤخرة الرأس، ويزداد سوءًا مع الوقت عند نمو الورم.
- اضطراب الرؤية لأن الورم يضغط على الأعصاب البصرية القريبة من الغدة النخامية، مما يتسبب في ضبابية الرؤية وفقدان الرؤية الجانبية أو حتى العمى الجزئي أو الكلي في بعض الحالات المتقدمة.
- الإرهاق والتعب المستمر رغم الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- الغثيان والقيء خاصةً عند الصباح بعد الاستيقاظ.
- اضطرابات في الشهية مما يؤدي إلى فقدان أو اكتساب الوزن بصورة غير طبيعية.
وقد تظهر بعض الأعراض الأخرى عندما يتسبب الورم في إفراز هرمونات بكميات غير طبيعية، وفيما يلي نعرض هذه الأعراض.
أعراض أورام الغدة النخامية الناتجة عن تغير مستويات الهرمونات
تختلف هيئة الأعراض باختلاف الهرمون الذي يُفرز بكمية غير طبيعية، ومن هذه الأعراض:
هرمون النمو
يؤدي زيادة إفراز هرمون النمو إلى العملقة إذا نما الورم في فترة الطفولة، فتنمو العظام والأعضاء بصورة غير طبيعية.
أما لدى البالغين، فتؤدي زيادة الهرمون إلى حالة تُعرف بضخامة الأطراف، إذ يكبر حجم اليدين والقدمين بنمط ملحوظ، ويزداد سُمك الجلد وتظهر تجاعيد عميقة في الوجه.
هرمون البرولاكتين
يُعرف هرمون البرولاكتين بهرمون الحليب، وزيادته تؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية لدى النساء وانقطاعها أحيانًا وظهور إفرازات حليبية من الثدي. أما لدى الرجال، فقد يسبب انخفاضًا في الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب، ومن ثم العقم.
هرمون الكورتيزول
إذا سبب الورم زيادة في إفراز الكورتيزول، فإنه يؤدي إلى ظهور أعراض مرض كوشينغ، وتشمل أعراضه:
- زيادة الوزن خاصة في منطقة البطن.
- استدارة الوجه فيما يُعرف بـ”وجه القمر”.
- هشاشة العظام.
- ارتفاع ضغط الدم.
هرمونات الغدة الدرقية
تؤدي زيادة هذه الهرمونات إلى تسارع معدل الأيض، بالتالي يفقد المريض الوزن ويزداد خفقان القلب والشعور بالتوتر والعصبية والضعف العضلي وارتعاش اليدين.
ولا يشترط أن يصاحب الورم زيادة في معدلات الهرمونات فقد تنقص أحيانًا مسببة:
- جفاف الجلد.
- انخفاض ضغط الدم.
- الشعور بالبرد الشديد.
- الإرهاق المزمن.
- ضعف العضلات.
- اضطرابات في الدورة الشهرية لدى النساء.
وإذا أصاب النقص الهرمونات الجنسية أدى ذلك إلى:
- تأخر سن البلوغ.
- غياب الدورة الشهرية.
- انخفاض الرغبة الجنسية لدى الجنسين، ومع استمرار هذا الأمر تظهر أبرز مضاعفات أورام الغدة النخامية المتمثلة في تراجع الإنجاب.
كيف يتعامل الطبيب مع أعراض أورام الغدة النخامية؟
يُشخص الطبيب أورام الغدة النخامية من خلال:
- اختبارات الدم لقياس مستويات الهرمونات.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التصوير المقطعي لتحديد حجم وموقع الورم.
- بعد ذلك يحدد للمريض الخيارات العلاجية المناسبة له والتي تتنوع ما بين:
- الجراحة عن طريق استئصال أورام الغدة النخامية.
- العلاج الإشعاعي لتقليص حجم الورم.
- العلاج الدوائي لتنظيم إفراز الهرمونات.
وفي الختام..
نوضح لك أن أورام الغدة النخامية من الحالات المعقدة التي تتطلب متابعة دقيقة، فالأعراض المرتبطة بها قد تكون صامتة لفترة طويلة لكنها تتزايد مع الوقت، ويُعد التشخيص المبكر ضروريًا للسيطرة على الحالة وتحسين حياة المريض.
إذا ظهرت عليك أعراض أورام الغدة النخامية، فمن المهم استشارة طبيب مختص مثل الدكتور عوض حجاب للحصول على تقييم دقيق ومعرفة العلاج المناسب.