هل يعتمد عملك على الجلوس لفترات طويلة؟ وهل أنت غير مواظب على الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو حتى المشي يوميًا؟ ربما يؤدي روتين الحياة المبنيّ على قلة الحركة إلى تصلب الرقبة ومن ثم انزلاق فقراتها مع التقدم في العمر.
ويختلف انزلاق الفقرات عن الانزلاق الغضروفي العنقي، فهو حالة مرضية تحدث عندما تتحرك إحدى الفقرات في الرقبة عن مكانها الطبيعي، ما يؤدي إلى الضغط على الأعصاب المجاورة أو الحبل الشوكي. تابع القراءة لمعرفة أبرز أعراض انزلاق الفقرات العنقية ومضاعفات إهمال علاجها.
أعراض انزلاق الفقرات العنقية
تتعدد أعراض انزلاق الفقرات العنقية، وتشمل ما يلي:
آلام الرقبة
تُعد آلام الرقبة واحدة من أبرز أعراض انزلاق الفقرات العنقية، وقد تكون حادة أو مستمرة، وتنتج جرّاء الضغط على الأعصاب أو الأنسجة المحيطة.
آلام الذراع والكتف
يمكن أن يضغط الانزلاق الفقري في الفقرات العنقية على الأعصاب التي تمتد إلى الذراعين والكتفين، ما يسبب ألمًا ينتشر من الرقبة إليهما، وهذا الألم غالبًا ما يوصف بأنه حاد ويزداد مع الحركة.
وقد يشعر المرضى أيضًا بخدر أو تنميل في الذراعين أو اليدين، ومن ثم تتأثر قدرتهم في أداء الأنشطة اليومية مثل الكتابة أو الإمساك بالأشياء.
ضعف العضلات
قد يؤدي الضغط العصبي في الحالات الأكثر تقدمًا إلى ضعف العضلات في الذراعين أو اليدين، ما يجعل من الصعب على المرضى حمل الأشياء الثقيلة.
الصداع
يُعد الصداع عرضًا شائعًا لدى الأشخاص الذين يعانون انزلاق الفقرات العنقية، ويحدث نتيجة للإجهاد المستمر للعضلات المحيطة بالرقبة والكتفين.
صعوبة تحريك الرأس
قد يعاني المرضى صعوبة في تحريك الرقبة أو الرأس بصورة طبيعية، وتؤدي أي حركة مفاجئة إلى تفاقم الألم، ما يجعل المرضى يتجنبون تحريك رقبتهم في اتجاهات معينة.
فقدان التوازن
يؤدي انزلاق الفقرات العنقية في بعض الحالات الشديدة إلى أعراض عصبية متقدمة مثل فقدان التوازن أو صعوبة المشي، وهذه الأعراض تحدث نتيجة للضغط على الحبل الشوكي.
أعراض انزلاق الفقرات العنقية لا تقتصر فقط على الأعراض الجسدية
إلى جانب أعراض انزلاق الفقرات العنقية السابقة، يمكن أن يؤثر الأمر في الحالة النفسية للمريض، فالآلام المزمنة ومحدودية الحركة قد تكون مرهقة للغاية، ما يؤدي إلى أعراض نفسية تزيد من تعقيد الحالة الصحية للمريض وتصيبه بما يلي:
الاكتئاب
تُعد حالات الاكتئاب من أكثر الأعراض النفسية شيوعًا التي يعانيها مرضى انزلاق الفقرات العنقية، لأن شعور المريض بالعجز عن أداء الأنشطة اليومية البسيطة التي كان يتمتع بها سابقًا، قد يتطور مع مرور الوقت إلى اكتئاب حاد.
فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية
غالبًا ما يفقد المريض -عند ظهور أعراض انزلاق الفقرات العنقية- الحافز أو الرغبة في أداء أنشطته التي كانت تُدخل السعادة إلى حياته، لأن الألم المستمر قد يجعل حتى المهام البسيطة مثل المشي أمرًا مرهقًا.
ما مضاعفات انزلاق الفقرات العنقية؟
إن بدت عليك أي من الأعراض ولم تسعَ إلى علاج انزلاق الفقرات فقد تسوء هذه الأعراض وتؤدي إلى معاناة المضاعفات الآتية:
التهاب الأعصاب
عندما تضغط الفقرة المنزلقة على الأعصاب لفترات طويلة، يؤدي هذا إلى التهاب في الأعصاب ومن ثم الشعور بالألم وضعف في العضلات، ولسوء الحظ يستمر التهاب الأعصاب حتى بعد علاج السبب الرئيسي للانزلاق.
تلف الحبل الشوكي
قد يحدث تلف في الحبل الشوكي نتيجة الضغط المباشر عليه، وهذا التلف يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل فقدان القدرة على الحركة أو حتى الشلل في بعض الحالات النادرة.
تآكل الغضاريف
مع استمرار الاحتكاك بين الفقرات، قد تتآكل الغضاريف الموجودة بين الفقرات ومن ثم يزداد الألم وتعجز الرقبة عن الحركة بسهولة.
التهاب المفاصل
قد يؤدي الانزلاق الفقري إلى التهاب المفاصل في منطقة الرقبة، وهذا سيزيد من تصلب العنق وصعوبة تحريك الرأس بصورة طبيعية.
الأرق
بسبب الألم المستمر وعدم الراحة يعاني المرضى صعوبة في النوم، أو الاستيقاظ المتكرر في أثناء الليل، ومن ثم زيادة الشعور بالتعب وتفاقم الأعراض الأخرى مثل الصداع.
ملحوظة: قد تتشابه مضاعفات إهمال علاج انزلاق الفقرات مع ما يصيب المريض عند تجاهل علاج الإنزلاق الغضروفي العنقي أو حينما لا يلتزم المريض بالتعليمات الواجب المراد اتباعها بعد العملية، مثل طريقة النوم بعد عملية الانزلاق الغضروفي العنقي.
في الأخير، إن كنت تعاني أعراض انزلاق الفقرات العنقية، فيمكنك حجز استشارة مع الدكتور عوض حجاب الحاصل على درجة الدكتوراه، ومدرس جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بكلية الطب.