من أنواع السرطان النادرة التي لا يعرف عنها الكثيرون هو سرطان العمود الفقري، وتعود أهمية التعرف إليه للدور الهام الذي يلعبه التشخيص المبكر لهذا المرض في العلاج، خصوصًا أنه قد يؤثر في الفقرات أو الأعصاب الموجودة في العمود الفقري إن لم يُعالج مبكرًا.
ولكن أعراض سرطان العمود الفقري عادةً ما تختلف تبعًا لمكان الورم ونوعه، مما يصعب تشخيص الحالة دون الرجوع لطبيب متخصص.
أعراض سرطان العمود الفقري
أعراض سرطان العمود الفقري تظهر تدريجيًا كنتيجة لبعض مشاكل العمود الفقري، وهي تختلف بحسب موقع الورم وحجمه ومدى تأثيره في الأعصاب، وتشمل:
الألم المزمن في الظهر
يعد الألم المستمر في منطقة الظهر من أبرز أعراض سرطان العمود الفقري، فقد يمتد الألم إلى الرقبة أو أسفل الظهر ويزداد سوءًا في الليل أو عند الاستلقاء.
ضعف العضلات والتنميل
قد يعاني المريض ضعف أو تنميل في الذراعين أو الساقين نتيجة ضغط الورم على الأعصاب التي تمر عبر العمود الفقري.
مشكلات في التوازن والمشي
الورم يمكن أن يسبب فقدان التوازن وصعوبة في المشي، خاصة إذا كان يؤثر في الجزء السفلي من العمود الفقري.
فقدان التحكم في المثانة أو الأمعاء
في الحالات المتقدمة، قد يُشكل الورم ضغطًا على الأعصاب التي تتحكم في المثانة والأمعاء، مما يؤدي إلى صعوبة التحكم فيها.
كيفية تشخيص سرطان العمود الفقري
تشخيص سرطان العمود الفقري يعتمد على مجموعة من الفحوصات والإجراءات التي تساعد الطبيب في تحديد موقع الورم ونوعه:
التاريخ الطبي والفحص السريري
يبدأ الطبيب بفحص الأعراض وتاريخ المريض الطبي لتقييم مدى تأثير الأعراض في النشاط اليومي.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
وهو من أدق وسائل التشخيص؛ إذ يعطي صورة مفصلة للعمود الفقري ويكشف عن أي أورام أو تغيرات في الأنسجة.
الأشعة المقطعية (CT)
تساعد الأشعة المقطعية على تحديد حجم وموقع الورم بدقة، كما تعطي معلومات إضافية عن تأثير الورم في العظام.
الخزعة
عند الشك في وجود ورم سرطاني، تُؤخذ عينة صغيرة من الورم لفحصها تحت المجهر، مما يساعد في تحديد نوع الورم ودرجة خطورته.
فحوصات الدم
يمكن أن تكشف بعض التحاليل عن علامات تشير إلى وجود سرطان في الجسم، مثل ارتفاع مستويات بعض البروتينات.
مضاعفات سرطان العمود الفقري
سرطان العمود الفقري قد يؤدي إلى مضاعفات عديدة، لذا يُنصح دومًا بالإسراع في العلاج لرفع نسبة الشفاء من سرطان العمود الفقري دون مضاعفات أو أضرار تؤثر في حياة المصاب طوال العمر.
تشمل هذه المضاعفات:
- الشلل: إذا تسبب الورم في ضغط شديد على الحبل الشوكي لفترة طويلة، قد يؤدي ذلك إلى فقدان الحركة الكاملة في بعض أجزاء الجسم.
- الألم المستمر: قد يصبح الألم مزمنًا ومقاومًا للمسكنات التقليدية؛ مما يستدعي استخدام علاجات متقدمة لتخفيف الألم.
- انحراف العمود الفقري: يمكن أن يؤثر الورم في استقامة الفقرات، مما يسبب انحرافًا يؤثر في توازن الجسم وقدرته على الحركة.
- تدهور جودة الحياة: تتسبب الأعراض مثل ضعف العضلات وصعوبة الحركة في تقييد النشاطات اليومية، مما يؤثر سلبًا في الحياة النفسية والاجتماعية للمريض.
علاج سرطان العمود الفقري
يعتمد علاج سرطان العمود الفقري على نوع الورم وموقعه ومدى انتشاره، ومن أبرز أساليب العلاج:
العلاج الجراحي
يعتمد على إزالة الورم كليًا أو جزئيًا بهدف تخفيف الضغط على الأعصاب واستعادة الوظائف الحركية. تنجح الجراحة في تخفيف الألم لكنها تحتاج إلى خبرة طبية متقدمة.
العلاج الإشعاعي
يستخدم لتقليص حجم الورم والسيطرة على نموه، ويمكن استخدامه كعلاج مستقل أو بعد الجراحة للتأكد من القضاء على الخلايا السرطانية.
العلاج الكيميائي
يُستخدم في حالة الأورام التي تنتشر بسرعة إلى أجزاء أخرى من الجسم، إذ يهدف إلى تقليص حجم الورم وتخفيف الأعراض.
العلاج الدوائي الموجه
يعتمد على أدوية تستهدف الخلايا السرطانية بصورة مباشرة، مع تأثيرات جانبية أقل على الخلابا السليمة مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي.
العلاج الطبيعي والتأهيلي
يساهم في تحسين الحركة وتقوية العضلات المتضررة، ويعد جزءًا مهمًا من عملية التعافي.
إذا كنت تعاني أيًا من أعراض سرطان العمود الفقري فلا يمكنك تشخيص الحالة وحدك في المنزل، بل ينبغي الإسراع في زيارة طبيب متخصص حرصًا على التشخيص المبكر للحالة، ومن ثم زيادة فرصة العلاج.