تتعدد أنواع أورام المخ إذ يوجد منها أكثر من 120 نوعًا مختلفًا ما بين أنواع يمكن علاجها بسهولة، وأخرى خبيثة تنطوي على مخاطر صحية جمّة، وتحدث هذه الأورام جرّاء نمو غير طبيعي لخلايا المخ المختلفة، ما يشكل ورمًا يضغط على مراكز مهمة في الدماغ، ويتسبب في ظهور أعراض شديدة، وقد تنتقل إلى أماكن أخرى بالجسم ما يجعل أمر السيطرة عليها صعبًا.
لذا سنعرض عليك ما هي أعراض ورم المخ وأسبابها، وسنذكر بعض أنواع الأورام التي قد تسبب هذه الأعراض.
هل توصل العلم لأسباب أورام المخ؟
رغم التطور الطبي الحادث في عصرنا هذا، تُعد الأسباب الدقيقة لتطور أورام المخ غير معروفة بصورة كاملة، فقط المعروف بعض العوامل التي يمكن أن تُسهم في زيادة الإصابة:
- الطفرات الجينية.
- التعرض للإشعاع، فما فيها العلاجات الإشعاعية المستخدمة في علاج أنواع أخرى من السرطان.
- العوامل البيئية، مثل التعرض للمواد الكيميائية السامة، إذ قد يكون ذلك أحد أسباب أورام المخ.
- التاريخ العائلي، خاصة إذا كان هناك تاريخ لأورام المخ في الأسرة.
- اضطرابات الجهاز المناعي، مثل مرضى الإيدز والأشخاص الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة بعد زراعة الأعضاء.
ما الأعراض الأولية لأورام المخ؟
تعتمد أعراض أورام الدماغ الأولية بصورة كبيرة على عدة عوامل، منها:
- موقع الورم في المخ.
- حجم الورم.
- طبيعة الورم (حميد أم خبيث).
وتختلف حدة الأعراض من شخص لآخر تبعًا للعوامل السابقة، وقد تشمل ما يلي:
الصداع
يُعد الصداع من أكثر الأعراض شيوعًا لدى جميع أنواع أورام المخ، وغالبًا ما يسوء في الصباح عند الاستيقاظ، ويصبح أكثر حدة مع مرور الوقت، وقد يترافق الصداع أيضًا مع الميل للقيء والشعور بالغثيان.
نوبات الصرع
إن لم يكن لدى المريض تاريخًا عائليًا للإصابة بالصرع، فيُعد ظهور نوبات الصرع عليه أولى علامات نمو أحد أنواع أورام المخ، خاصة الأورام القريبة من القشرة المخية، وقد تتراوح النوبات من جزئية إلى عامة تؤثر في كامل الجسم.
التغيرات الإدراكية أو العقلية
قد تشمل الأعراض الأولية لأورام الدماغ مشكلات في التفكير، والتركيز، أو تغييرات في الشخصية والسلوك، وغالبًا ما تكون هذه الأعراض أكثر وضوحًا في الأورام الموجودة في الفص الجبهي.
الاضطرابات الحسية أو الحركية
إذ من الممكن أن تؤدي أورام المخ إلى ضعف أو تنميل في أحد الأطراف، أو فقدان التوازن، أو صعوبة المشي.
تغيرات في الرؤية أو السمع
ويتضمن ذلك رؤية مزدوجة، وفقدان تدريجي للرؤية أو السمع، وتحدث هذه الأعراض غالبًا مع الأورام الموجودة في الفص الصدغي.
التعب العام وفقدان الطاقة
قد يلازم المريض إرهاقًا مزمنًا أو ضعفًا عامًا لا يتحسن بالراحة عند الإصابة بأحد أورام المخ.
ما أنواع أورام المخ المختلفة؟
تشتمل أنواع أورام المخ تبعًا لطبيعة الخلايا المتأثرة على ما يلي:
الأورام الدبقية
الخلايا الدبقية تحيط بالخلايا العصبية بالدماغ وتدعمها، وقد يحدث خلل في نموها ما يؤدي إلى الإصابة بأحد أكثر أنواع أورام المخ خطورة، إذ تمثل نحو 30% من جميع أورام المخ و80% من الأورام الخبيثة.
الورم السحائي
هو ورم ينشأ في الأغشية التي تغطي المخ والحبل الشوكي وتحميهما، ويشكل هذا النوع نحو 30% من جميع أورام المخ.
وغالبًا ما يكون الورم السحائي حميدًا وينمو ببطء وفي حالات نادرة يكون خبيثًا، وفي جميع الأحوال قد يسبب أعراضًا مزعجة وخطيرة بسبب ضغطه على المخ أو الأعصاب.
الورم الأرومي العصبي
يُعد هذا الورم من أكثر أورام المخ الخبيثة شيوعًا لدى الأطفال، وينشأ من خلايا غير ناضجة في المخيخ، ويمتاز بسرعة نموه إذ ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجهاز العصبي المركزي عبر السائل النخاعي.
الورم الشفاني
ينشأ هذا الورم من خلايا شوان -التي لها دور مهم في توصيل النبضات العصبية وتغليف الأعصاب ودعمها- وعادة ما يكون حميدًا، ويمكن أن يضغط على الأعصاب المجاورة، مما يؤدي إلى فقدان السمع أو مشكلات بالتوازن إذا كان الضغط على العصب السمعي.
الأورام الليمفاوية
تُعد الأورام الليمفاوية نوعًا نادرًا وعدوانيًا من أورام المخ، وتنشأ من خلايا الجهاز الليمفاوي داخل المخ أو الحبل الشوكي، وعادة ما تصيب الأشخاص الذين يعانون ضعفًا في جهاز المناعة، مثل مرضى الإيدز أو الأشخاص الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء.
وأخيرًا، إن بدر عليك أي من الأعراض السابقة ذكرها، فلا تتردد في الاطمئنان على صحتك والسعي الحثيث لاستشارة أحد أطباء المخ والعمود الفقري المهرة، لأن التشخيص المبكر يُسهم بصورة كبيرة في نجاح العلاج والتعافي بإذن الله.
وتستطيع الاعتماد في هذه المهمة على دكتور عوض حجاب، الحاصل على دكتوراه جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، ومدرس جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بكلية الطب، واستشاري مناظير المخ والعمود الفقري وجراحات المخ الوظيفية وجراحات أعصاب الأطفال.