الصرع مرض لا يمكن التعايش معه دون علاج، ولسوء الحظ قد تفشل بعض الحالات في التعايش مع المرض رغم تلقيها العلاج الدوائي بانتظام لأسباب عدة، حينها يكون التدخل الجراحي خيارًا مناسبًا لمنح هؤلاء المرضى فرصة عيش حياة طبيعية.
ومن هذا المنطلق حرصنا في نقاشنا اليوم على تناول أنواع جراحات الصرع المختلفة، والحالات التي تتطلب الخضوع للجراحة.
اقرأ المزيد عن : أعراض الصرع
ما الحالات التي تتطلب الخضوع لجراحة الصرع؟
لأن الجراحة ليست الخيار العلاجي الأول بالنسبة لمرضى الصرع، فلا بد من توفر مواصفات معينة في المرضى الذين يرشحهم الطبيب لجراحات الصرع المختلفة.
ولعل أهم هذه المواصفات:
- الإصابة بالصرع المُقاوم للأدوية، بمعنى أن المريض قد سلك رحلة استغرقت سنوات عدة لتجربة أدوية الصرع المختلفة، ولم يحصل على نتائج مرضية سواء في حدة الأعراض أو عدد النوبات التي تُباغته.
- معاناة المريض من نوبات صرع عنيفة تُعرض حياته للخطر في معظم الوقت، وتمنعه من ممارسة أنشطته اليومية طبيعيًا.
- عدم تحمل المريض للآثار الجانبية الناتجة عن استخدام أدوية الصرع على المدى الطويل.
وتدفع هذه الحالات الطبيب إلى اتخاذ قرار التدخل الجراحي لتخفيف معاناتهم مع نوبات الصرع المتكررة وتابعاتها عليهم وعلى ذويهم -أيضًا-.
ونظرًا لأن للصرع أنواع وأسباب مختلفة، انقسمت جراحات علاج نوبات الصرع إلى أنواع عدة نتناولها تفصيلًا فيما يلي.
أنواع جراحات الصرع | أشهرها جراحة فصل جانبي المخ
تنقسم جراحات علاج الصرع إلى نوعين أساسيين حسب الغرض من إجرائها، هما:
جراحات استئصال البؤر الصرعية
يهدف هذا النوع من الجراحات إلى علاج الصرع الثانوي، وهو الناتج عن وجود أمراض أدت إلى تلف أجزاء معينة من المخ، وإصابة المريض بنوبات الصرع العنيفة غير المستجيبة للعلاج بالأدوية، ولعل أشهر هذه الأمراض هي أورام المخ والغدة النخامية والتشوهات الشريانية الوريدية وتشوه قشرة المخ الخارجية وغيرها.
وتنطوي خطوات هذه الجراحة على استئصال الجزء المسبب لنوبات الصرع من المخ، سواء عن طريق الجراحة المفتوحة أو التدخل المحدود بالمنظار.
إضافة إلى ذلك قد تكون هذه الجراحات خيارًا مثاليًا عند وجود البؤرة الصرعية بالفص الصدغي من المخ، الذي يحتوي على جذور عميقة للأعصاب قد تُسبب الإصابة بنوبات الصرع، إذ يستأصل الطبيب الفص الصدغي جزئيًا أو كليًا حسب عدد وشدة النوبات.
وإجمالًا لما ذكرناه، نستنتج أن جراحات استئصال البؤر الصرعية تُجرى للمرضى الذين يعانون من الصرع لأسباب واضحة، أو الذين أظهرت نتائج فحوصاتهم وجود بؤر صرعية في أجزاء محددة من المخ.
جراحات السيطرة على نوبات الصرع
بالنسبة إلى جراحات السيطرة على نوبات الصرع فيلجأ إليها الأطباء في حالتين أساسيتين، هما:
معاناة المريض من نوبات صرع عنيفة غير معلومة السبب، بمعنى أن فحص الرنين المغناطيسي وتخطيط كهربية المخ لديه لم يظهرا وجود أي أنسجة غريبة أو بؤر صرعية في المخ.
وجود بؤر صرعية في أجزاء عديدة من المخ لا يمكن استئصال جميعها جراحيًا.
إذن يهدف هذا النوع من جراحات الصرع إلى السيطرة على عدد النوبات التي يتعرض لها المريض وحدتها، لكنه لا يُعالج الصرع نهائيًا.
ولعل ذكر هذه المعلومات أثار في أذهانكم تساؤلًا مهمًا هو “هل يمكن الشفاء من الصرع بواسطة الجراحة؟” والإجابة هي نعم بالفعل، فقد حققت هذه الجراحات نتائج مرضية لمرضى الصرع من نوباته المتكررة وحسنت استجابتهم للأدوية فيما بعد.
أنواع جراحات الصرع التي تهدف إلى السيطرة على النوبات فقط
تنطوي هذه الجراحات على نوعين شهيرين، هما:
جراحة فصل جانبي المخ
تُجرى هذه الجراحة عادة لمرضى الصرع الذي يعانون وجود بؤر صرعية في أجزاء مختلفة من المخ، وعادة تهدف إلى فصل الاتصال الكهربي بين فصي المخ اليمين واليسار للسيطرة على هذه الشحنات وتقليل فرص التعرض لنوبات الصرع.
ويتحقق هذا الهدف عن طريق استئصال جزء من الأنسجة التي تصل جانبي المخ الأيمن والأيسر ببعضهما البعض (الجسم الثفني).
ملحوظة هامة: يحرص الأطباء على استئصال أجزاء بسيطة من الجسم الثفني، ولا يٌقدِمون على استئصاله كليًا، لأنه مسؤول عن بعض الوظائف المهمة في المخ مثل معدل الذكاء ومستوى العاطفة والاحتفاظ بالذكريات.
زرع جهاز تحفيز العصب الحائر
يلجأ الأطباء إلى هذا الخيار عندما تتوالى النوبات على مريض الصرع دون وجود بؤر صرعية في المخ، ففي هذه الحالة يضطر الأطباء إلى زرع جهاز تحت الجلد فوق منطقة الصدر، تمتد منه أسلاك تُحدث بعض الذبذبات الكهربية حول العصب الحائر في منطقة الرقبة، ما يؤدي إلى تنبيهه والسيطرة على النشاط الزائد والشحنات الكهربية الشاردة داخل المخ وتقليل فرص تعرض المريض لنوبات الصرع.
وبنهاية حديثنا عن أنواع جراحات الصرع، نود الإشارة إلى أن جميعها جراحات ناجحة وفعالة في السيطرة على نوبات المرض بشرط ملائمة المريض للعملية وامتلاك الجراح القائم عليها مهارة وخبرة كبيرة.
ويمكنكم معرفة المزيد عن تكلفة أنواع جراحات الصرع المختلفة من خلال استشارة الدكتور عوض حجاب استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري.
اقرأ ايضا :