هل تعلم أن دماغك يطفو في سائل يحميه ويغذيه؟ ولكن ماذا يحدث عندما يتراكم هذا السائل حول الدماغ نتيجة الإصابة بحالة تُعرف باسم “استسقاء الدماغ”؟!
في هذا المقال، سنتعرف على أسباب هذا المرض، ونوضح وسائل علاجه المتاحة، فتابع المطالعة.
ما هو استسقاء الدماغ؟
يحيط الدماغ والحبل الشوكي سائل يسمى بالسائل النخاعي، وظيفته حماية الدماغ وتغذية الأنسجة العصبية. وفي حالة استسقاء الدماغ يتراكم هذا السائل بصورة غير طبيعية داخل تجاويف الدماغ، ما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة وتضخم الرأس في بعض الحالات، خاصة عند الأطفال.
ما هي أعراض استسقاء الدماغ؟
تختلف أعراض استسقاء الدماغ بناءً على عمر الشخص كما الآتي:
في الأطفال:
- زيادة غير طبيعية في حجم الرأس.
- تأخر في النمو.
- صعوبة في الحركة أو في تنسيقها.
- نوبات صرع في بعض الحالات.
في البالغين:
- صداع مستمر.
- اضطرابات في الرؤية.
- صعوبة في التنسيق الحركي.
- ضعف في الذاكرة والقدرات العقلية.
- تغييرات في الشخصية والسلوك.
في كبار السن:
- ضعف القدرة على المشي.
- فقدان الذاكرة.
- صعوبة في التفكير والتركيز.
- فقدان التحكم في التبول.
ما هي أسباب استسقاء الدماغ؟
هناك عديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى استسقاء الدماغ، منها:
- العيوب الخلقية، بعض الأشخاص يولدون بعيوب في النظام المسؤول عن تصريف سائل الدماغي الشوكي، مما يؤدي إلى تراك هذا السائل في الدماغ.
- إصابات الرأس أو الحبل الشوكي يمكن أن تتسبب في مشاكل في تصريف السائل الدماغي، ما يؤدي إلى استسقاء الدماغ.
- الأورام الدماغية يمكن أن تعيق تدفق السائل الدماغي الشوكي، مما يؤدي إلى تراكمه.
- التهاب السحايا (أي التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي) يمكن أن يؤدي إلى تراكم السائل النخاعي.
- إصابة الأم بالعدوى في أثناء فترة الحمل، ما يؤدي إلى ولادة طفل مصاب بالاستسقاء الدماغي.
كيف يُشخص الطبيب استسقاء الدماغ؟
لتشخيص استسقاء الدماغ يُجري الطبيب فحصًا سريريًا شاملًا للمريض، ويسأل عن تاريخه الطبي، وكذلك يطلب إجراء بعض الفحوصات له، مثل:
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يوفر صورًا مفصلة للدماغ ويكشف عن وجود أي تضخم في الأجزاء المملؤة بالسائل النخاعي أو انسداد في مسارات التصريف.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): يساعد في تقييم حجم الدماغ ويكشف عن وجود أي نزيف أو أورام.
- البزل القطني: يتم سحب عينة من السائل النخاعي لتحليلها بحثًا عن أي علامات للعدوى والالتهاب. وفي أثناء إجراء هذا الفحص يمكن للطبيب قياس ضغط السائل النخاعي.
وسائل علاج استسقاء الدماغ
يهدف علاج استسقاء الدماغ إلى تخفيف الضغط داخل الجمجمة وتحسين تدفق السائل النخاعي، وتُعد الجراحة هي العلاج الرئيسي لهذا المرض، وغالبًا ما تشمل أحد الإجراءات التالية:
- تركيب تحويلة: في هذه الجراحة يتم تركيب أنبوب صغير لتصريف السائل النخاعي الزائد إلى منطقة أخرى في الجسم مثل البطن.
- جراحة المنظار: يتضمن هذا التدخل عمل ثقب صغير في الدماغ لفتح مسار جديد يسمح بتصريف السائل النخاعي.
علاوةً على العلاج الجراحي الهادف إلى تصريف كمية السائل النخاعي الزائدة، يحتاج الأطفال المصابون بالاستسقاء الدماغي إلى مجموعة من العلاجات المُكمّلة التي تهدف بصورة عامة إلى تخفيف الأعراض وتعزيز نموهم وتطورهم.
النتائج المتوقعة من تجاربكم مع استسقاء الدماغ
تختلف -كثيرًا- تجارب المرضى مع استسقاء الدماغ حسب شدة الحالة وتوقيت التشخيص، فالمرضى الذين حصلوا على تشخيص مبكر عادةً ما تتحسن حالتهم ويتعافون، أما مَن تأخروا في تلقي العلاج وتطورت حالتهم المرضية فقد يعانون مضاعفات تشمل:
- مشكلات في الحركة.
- مشكلات في الذاكرة.
- اضطرابات في التوازن.
لذلك من المهم للأشخاص الذين يعانون أعراض استسقاء الدماغ أن يحصلوا على استشارة طبية مبكرة لتحسين فرص الشفاء والحد من احتمالات حدوث المضاعفات.
وفي الختام..
مع التقدم المستمر في تخصص جراحة المخ والأعصاب، أصبح هناك عدة خيارات متاحة تُساعد على علاج الاستسقاء الدماغي بأعلى نسب النجاح الممكنة، ومن ثمّ تحسين جودة حياة المرضى.
للاستفسار عن أي تفاصيل متعلقة بمرض الاستسقاء الدماغي، يمكنك حجز موعد مع الدكتور عوض حجاب -دكتوراة ومدرس جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بكلية الطب- عبر الاتصال بالأرقام المتاحة على موقعنا الإلكتروني.
اقرأ ايضا :
اسباب المياه على المخ