يوجد داخل المخ مليارات الخلايا العصبية المسؤولة عن إرسال الإشارات الكهربائية واستقبالها، وهي تُساعد كل فرد مِنا على التفكير والحركة والتحدث.
وإذا حدث خلل في نشاط تلك الخلايا العصبية فإنها تُرسل إشارات عن طريق الخطأ مُسببةً نوبات الصرع التي تتراوح شدتها ما بين نوبات طفيفة تشمل أعراضها التحديق في الفراغ لبضع ثوانٍ دون فقدان الوعي، وأخرى يصاحبها فقدان الوعي التام مع معاناة التشنجات المتكررة.
وبينما قد تبدو هذه النوبات مفاجئة، إلا أن بعض الأشخاص قد تظهر عليهم أعراض تحذيرية تُنذر باقتراب حدوثها، فما هي اعراض ما قبل نوبة الصرع؟ وهل يُمكن منع حدوث النوبات عند مُلاحظة تلك الأعراض؟ نُجيبكم عن هذه الأسئلة خلال مقالنا اليوم.
اعراض ما قبل نوبة الصرع
تظهر اعراض ما قبل نوبة الصرع على بعض المرضى قبل بدء النوبة الفعلية بمدة تتراوح ما بين بضع ساعات لعدة أيام، وتشتمل على ما يلي:
- الدوخة.
- صعوبة التركيز.
- اضطرابات النوم.
- تغيرات في الحالة المزاجية.
- الشعور بالقلق دون مُبرر.
أولى أعراض نوبة الصرع الفعلية
يشعر بعض المرضى بمرور نسيم بارد يتحرك من أسفل الجسم إلى الأعلى، وتُعرف هذه الحالة باسم “مرحلة النسمة”، وهي أولى أعراض نوبة الصرع التي يصاحبها أعراض أخرى تشمل:
- الصداع.
- الغثيان.
- تشوش الرؤية.
- تغير في حاستي التذوق والشم.
- مُعاناة ألم في الذراعين أو الساقين.
- الشعور بالخوف الشديد.
- فقدان القدرة على التوازن.
- رؤية أشياء غير موجودة فعليًا (الهلوسة).
- مشاهدة مشهد ما والشعور برؤيته مُسبقًا، ويُطلق على هذه الحالة اسم “ديجا ڤو” (Deja vu).
وجدير بالذكر أن ظهور تلك الأعراض الأوليّة مفيد للمريض، فهي تساعده على أخذ احتياطاته قبل تفاقم أعراض النوبة وظهور التشنجات وفقدان الوعي، فإذا كان واقفًا عند ملاحظة أولى أعراض النوبة يجلس على الأرض حتى لا يسقط ويتعرض للإصابات.
هل تختلف أعراض نوبات الصرع باختلاف نوعه؟
بعد توضيح اعراض ما قبل نوبة الصرع وأولى أعراض النوبة ذاتها، نوضح أن كل نوع من أنواع الصرع يُسبب أعراضًا مختلفة، وذلك على النحو الآتي:
نوبات الصرع الجزئي
تحدث نوبات الصرع الجزئي نتيجة خلل في نشاط الخلايا العصبية الموجودة بمنطقة مُعينة من المخ، وعادةً ما يرى المُريض خلال إصابته بنوبات هذا النوع من الصرع أضواءًا ساطعة ويشعر بالوخز والدوخة، ويتعرّض لبعض التشنجات في الذراعين، وقد يصل الأمر أحيانًا إلى فقدان الوعي.
نوبات الصرع المُعمم
يعاني المريض نوبات الصرع المعمم نتيجة اختلال نشاط الخلايا العصبية في كافة أجزاء المخ، وتتضمن أعراضها تصلب عضلات الذراعين والساقين، والتحديق في الفراغ، وعضّ اللسان، وأحيانًا التبول اللا إرادي.
هل يُمكن منع حدوث النوبة عند مُلاحظة أعراضها التحذيرية؟
لا يمكن منع حدوث نوبات الصرع منعًا تامًا، ولكن يمكن الحد من فرص حدوثها أو تقليل شدّتها عند مُلاحظة أعراضها التحذيرية من خلال اتباع الخطوات التالية:
- تناول أدوية الصرع الموصوفة من قِبَل الطبيب بجرعاتها المُحددة.
- الحصول على عدد ساعات كافٍ من النوم يتراوح ما بين 6-8 ساعات، لأن قلة النوم قد تؤدي إلى زيادة فرص حدوث نوبات الصرع.
- الامتناع عن التدخين.
- تجنب مُحفزات نوبات الصرع، التي من ضمنها سوء التغذية والجفاف والتوتر.
- استشارة الطبيب للتأكد حول الأدوية التي يستخدمها المريض في علاج بعض الأمراض الأخرى للتأكد من عدم تفاعلها مع الأدوية المُضادة للصرع، فذلك التفاعل قد يُحفز حدوث النوبات.
وأخيرًا، لا داعي للشعور بالخوف والقلق عند ظهور اعراض ما قبل نوبة الصرع، فكل ما عليك فعله هو اتباع التعليمات المذكورة أعلاه للحد من شدّتها، والتوجه إلى الطبيب المختص في حال تفاقم اعراض الصرع وتكرار النوبات لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
ويُعدّ الأستاذ الدكتور عوض حجاب -مدرس جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري- من أمهر الأطباء المتخصصين في علاج الصرع.
لحجز موعد مع الدكتور عوض حجاب يرجى الاتصال بنا على الأرقام الموضحة أدناه في موقعنا الإلكتروني.
اقرأ المزيد عن :