1. Home
  2. مقالات
  3. الشلل الدماغي| إعاقة أم شرارة نجاح؟!

الشلل الدماغي| إعاقة أم شرارة نجاح؟!

الشلل الدماغي

النجاح لا يحتاج إلى أقدام بل يحتاج إلى إقدام” تزين هذه العبارة رحلة مجدي بشير -طفل مصري- مع مرض الشلل الدماغي، فرغم سنواته الستة عشر، استطاع أن يقهر مرضه ويصير أحد طلاب الجامعة الأمريكية وواحد من الحاصلين على تكريمات خاصة من جامعة كامبريدج، فكيف يا تُرى؟

الشلل الدماغي عند الأطفال عقبة تواجه 500 ألف طفلًا

أفادت المنظمة المعنية بمرض الشلل الدماغي عند الأطفال أن هذا المرض ألقى بظلاله على نحو 500 ألف طفل ممن تقل أعمارهم عن 18 عامًا، وأن نحو 10 آلاف يولدون به كل عام.

ولعل هذه الإحصائيات تضعنا أمام حقيقة مفاداها ضرورة الاهتمام ببوادر علامات مرض الشلل الدماغي، وتحثنا على التغلب عليه بشتى الصور، فما هو هذا المرض؟

نبذة عن الشلل الدماغي

الشلل الدماغي نوع من الأمراض التي تؤثر في المركز الحركي في الدماغ؛ ما يُفقد الجسم القدرة على التحرك بصورة طبيعية، ويُصنف مصابو هذا المرض بالمعاقين حركيًا.

ويصيب الشلل الدماغي الأطفال جرّاء حادث أصاب المخ أو خلل طرأ في أثناء مرحلة التكوين الجنيني داخل رحم الأم، وأحيانًا قد يظهر لأسباب وراثية.

ورغم أن هذا المرض يقف كعقبة أمام أحلام الكثيرين، تحداه طفل مصري يبلغ 16 عامًا وحقق من وراءه الكثير من النجاحات المعنوية، والتي جعلته صاحب رحلة كفاح عظيمة لا تختلف عن أصحاب الإعاقات الأخرى مثل برايل وستيفن هوكينج.

خطوات التغلب على الشلل الدماغي عند الأطفال من واقع حياة مجدي بشير

اتسمت حياة مجدي بشير منذ صغره بطابع لا تعهده حيوات غالبية الأطفال، فلقد شُخص بمرض الشلل الدماغي منذ صغره، وأخبر الأطباء أهله بأنه لن يستطيع أداء أبسط أنشطة الأطفال العادية، مثل القراءة والكتابة والكلام.

وبالنظر في واقع حياة مجدي لن تجد هذه الأمور قد تحققت، فماذا حدث يا تُرى؟ دعنا نرى كيف تغلب مجدي على هذا المرض.

تلقي الدعم من المقربين

الأسرة هي الساعد الأول الذي يتكئ عليه الفرد في كثير من منحنيات حياته، وهكذا كان الحال مع مجدي، إذ لم تلقِ أسرته لآراء الأطباء بالًا خاصة عندما لاحظت قدرته على قراءة لافتات المحلات في الشوارع.

الإيمان بالنجاح من المؤسسات والمدارس

لا شك أن التعامل مع مرضى الشلل الدماغي قد يبدو أمرًا عسيرًا لدى البعض، خاصة إن لم يسبق لهم مصادفة هؤلاء المرضى يومًا.

ولقد واجهت أسرة مجدي في بداية إصابته صعوبة في العثور على مدرسة تدرك تبعيات الشلل الدماغي وتتوفر بها الإمكانيات التي قد تسهل على الطفل حياته ودراسته، إلا أنها في النهاية وجدت مدرسة تؤمن بأحقية كل فرد بالتعلم ومنحت مجدي فرصة لينمي شخصيته، وبهذا صارت شريكة في نجاح رحلته.

الاستمرارية تصنع النجاح

من الأمور أيضًا التي أثمرت في نجاح رحلة مجدي ضد الشلل الدماغي عدم تخليه عن العلاج طوال سنوات مرضه، رغم كل الصعوبات التي واجهته.

ومن هنا لا بد أن نوضح أن رحلة العلاج قد تختلف تبعًا لأي نوع من أنواع الشلل الدماغي أصاب الفرد، ويقع على عاتق الطبيب تحديد لبنات هذه الرحلة، وينبغي الالتزام بها حتى وإن استصعبها الطفل ولم يحبها.

هل يمكن التعايش مع جميع أنواع الشلل الدماغي؟

يظهر الشلل الدماغي بصور عدة، أبرزها:

  • الشلل التشنجي، وهو الأكثر شيوعًا ويتسم بتأثيره في حركة المريض وطريقة حديثه ومشيته.
  • الشلل مختل الحركة، ويؤثر في حركة الفرد بالأساس.
  • الشلل الرنحي، ويتسبب في مشكلات بالتوازن وتناسق الحركات.
  • الشلل المختلط، ويؤثر في عدة مناطق بالدماغ.

يمكن السيطرة على أعراض أنواع الشلل الدماغي المختلفة في حال إدراك المشكلة في مرحلة مبكرة والمتابعة الدورية مع طبيب مختص والالتزام بجميع إرشاداته الخاصة بالعلاج ونمط الحياة الذي ينبغي أن يلتزم به الطفل طوال حياته.

الثقة بالنفس والرغبة في التحدي تصنع المستحيل!

بغض النظر عن أي نوع من أنواع الشلل الدماغي قد ألمت بالطفل، ينبغي تحليته بالصبر والإصرار وعدم الاستسلام لهذا المرض، وكذلك الثقة بالنفس وتجنب مقارنته بالآخرين.

وبهذا سوف يحاول مرارًا وتكرارًا تعلم المشي والحركة، واستخدام كافة الأجهزة التي تساعده في ذلك دون أن يولي رأي الأخرين أهمية.

لعل هذه القصة قد ألهمت البعض، والبعض الآخر ما زال يرى أنها حالة واحدة ضمن حالات كثيرة لم تنجح، لذا دعني أخبرك أن ميسون زايد -متحدثة وكوميدية معروفة في الأوساط الأمريكية- قد استطاعت التغلب على هذه المشكلة هي الأخرى بل وحولتها -بجانب مشكلاتها الصحية الأخرى- إلى دعابة وكلمات ملهمة وذكية جعلت الكثيرون يصفقون لها بإعجاب شديد.

إنّ استرشادنا لهذه القصص ما هي إلا وسيلة لنثبت للجميع أن الإعاقة الحقيقية ليست إعاقة الجسد والحواس وإنما الروح والإرادة، فهما الجوهرتان اللتان تحولان كل صعب إلى أمر يسير وشرارة انطلاق.

وللمزيد من المعلومات حول الشلل الدماغي يمكن التواصل مع الدكتور عوض حجاب -الحاصل على درجة الدكتوراة ومدرس جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بكلية الطب- لمعرفة العلاج المناسب والتمتع بحياة إيجابية وصحة جيدة.

للحجز و الاستعلام