إن كنت تتابع منصات التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة فلا بد أنك أدركت ما يمكن أن تفعله الحالة النفسية السيئة للمرء، وأنها قد تنهي حياته في لحظة كما فعلت بلاعب الكرة الشهير أحمد رفعت -رحمه الله- جراء ما تعرض له من ظلم!
والحقيقة أن أحمد رفعت ليس الحالة الأولى ولا الأخيرة التي سببت له حالته النفسية السيئة مشكلات صحية جسيمة، فهناك الكثيرون غيره ممن تعرضوا لأزمات صحية قلبية أو نفسية جراء الضغوطات، ومنهم من ظهرت عليه أعراض الصرع النفسي أيضًا، فهل تعلم ما هو الصرع النفسي أو هل سمعت به من قبل؟
ما هو الصرع النفسي؟
الصرع النفسي واحد من الاضطرابات العصبية المشابهة للصرع المتعارف عليه، إلا أنه يختلف عنه في الأسباب، إذ ينجم الصرع التقليدي عن مشكلة في كيمياء الدماغ وإشاراتها العصبية، بينما يظهر الصرع النفسي عقب التعرض للأزمات النفسية الشديدة، فما العلاقة؟
العلاقة بين الحالة النفسية ومعاناة أعراض الصرع النفسي
وفقًا لرؤية الأطباء، وما أشاروا إليه في أبحاثهم، فإن الصرع النفسي ما هو إلا أعراض جسدية للاضطرابات النفسية التي لم يتمكن المصابون بها من التعامل معها أو تجاهلوها من الأساس، مثل:
- الاضطرابات السلوكية، مثل العدوانية أو الغضب المفرط.
- التعرض للاعتداءات الجنسية أو الجسدية.
- تاريخ من الإصابة باضطرابات المزاج أو الصرع الجسدي.
- فرط التفكير.
- ضغوطات الأسرة.
وقد يكون الصرع النفسي مصاحبًا للصرع الجسدي أيضًا أو ناتجًا عنه، فعادة ما يعاني مصابو الصرع الجسدي مشكلات نفسية عديدة بسبب النوبات التي تأتيهم على حين غرة أمام الجميع، فتزيد
من حالتهم النفسية سوءًا.
تمييز أعراض الصرع النفسي أولى خطوات العلاج
كغيره من الأمراض النفسية أو حتى الجسدية، ينبغي تمييز وتشخيص الصرع النفسي وأعراضه أولًا ليتمكن الطبيب من وصف العلاج المناسب، وعادة ما تشمل أعراضه الآتي:
- نوبات تشنج تستمر لأكثر من 10 دقائق رغم وعي المريض.
- تشنج الرأس وحركتها السريعة من جانب إلى آخر.
- حركة أطراف الجسم غير المألوفة أو الطبيعية.
- عدم استجابة العيون المغلقة.
ونظرًا لأن الصرع النفسي مرتبط بالحالة المزاجية، فغالبًا ما يعاني مَن تظهر عليهم الأعراض السابقة أمراضًا نفسية مزمنة، مثل المزاج الاكتئابي أو نوبات الهلع.
تشخيص الصرع النفسي وكيفية التعامل معه
كثيرًا ما تُشخص نوبات الصرع النفسي على أنها من النوع الجسدي، رغم انتشار الاضطراب بين مختلف الفئات العمرية -20% إلى 40% من حالات نوبات الصرع تصنف فيما بعد كصرع نفسي-؛ وذلك لتشابه أعراض كلتا الحالتين.
ولكن لا داعي للقلق، فإن لم يمتلك الطبيب الخبرة الكافية لتحديد الفرق بين الصرع الجسدي والنفسي فسيكتشف الأمر بعد وصفه للعلاج، إذ يصف الأطباء لمرضى الصرع الجسدي أدوية مضادة للنوبات، إلا أنها لن تجدي نفعًا في حالات الصرع النفسي، حينها سيتمكن الطبيب من الوصول للتشخيص السليم.
ختامًا..
التعامل الصحيح مع الصرع النفسي يتضمن تحويل الحالة إلى طبيب نفسي أولًا لمعرفة سبب الأزمة وتوجيه المريض إلى الطريقة الصحيحة للتعامل معها، وفور علاج المشكلة النفسية أو تعلم مهارات التعايش مع الضغط النفسي الذي تعانيه الحالة تبدأ الأعراض في التلاشي.
وإن كنت تود معرفة المزيد حول الصرع: ما هو الصرع وهل يمكن الشفاء من الصرع أم لا بتصفح مدونتنا الطبية ومتابعتنا باستمرار
اقرأ ايضا :
اعراض كهرباء المخ الزائدة