هل فكرت من قبل ما المسؤول عن تحريك عضلات وجهك أو تنظيم إفراز الغدد اللعابية في فمك؟ إنه العصب السابع، وهو أحد أعصاب الرأس المهمة التي يؤدي التهابها إلى معاناة مشكلات عدة في إبراز تعابير وجهك مثل الابتسام، وهي حالة مرضية تُسمى بشلل الوجه النصفي أو شلل بيل.
لذا حرصنا اليوم على الحديث عن العصب السابع، وأعراض التهابه، وكيفية علاجه.
ما هو العصب السابع؟
العصب السابع هو أحد أعصاب الرأس الاثني عشر، ويحمل الرقم السابع من بينها، وهذا سبب تسميته بهذا الاسم، ويؤدي العصب السابع العديد من الوظائف الحيوية، مثل:
- تحريك عضلات الوجه: يُعد المسؤول الرئيسي عن جميع الحركات الإرادية في عضلات الوجه، مثل إغلاق العينين ورفع الحاجبين وتحريك الشفتين.
- نقل الإشارات الحسية: ينقل العصب السابع إشارات حسية تساعد في التذوق بمقدمة اللسان.
- تنظيم إفرازات الغدد: يُسهم العصب الوجهي في تنظيم إفرازات الغدد الدمعية، التي تساعد في ترطيب العينين، وأيضًا الغدد اللعابية في الفم.
أين يوجد العصب السابع؟
يمتد العصب السابع من الدماغ -تحديدًا من جذع الدماغ- ويمر عبر الجمجمة ليصل إلى الوجه، حيث يتفرع إلى العديد من الفروع الصغيرة التي تصل إلى عضلات الوجه المختلفة.
وقد يصاب العصب السابع بالتهاب يؤدي إلى اضطراب في التحكم بحركة عضلات الوجه، وغيره من الأعراض العصبية التي سنستعرضها الآن.
أعراض التهاب العصب السابع لا تقتصر على شلل نصف الوجه فقط
عادةً ما تظهر أعراض التهاب العصب السابع بصورة مفاجئة، وغالبًا ما تكون هذه الأعراض أكثر وضوحًا في غضون ساعات أو أيام قليلة من الإصابة، وتشمل ما يلي:
- ضعف عضلات الوجه: يحدث ضعف أو شلل كامل في العضلات على جانب واحد من الوجه، ما يعيق القدرة على الابتسام أو إغلاق العين بصورة طبيعية.
- تدلي الوجه: يؤدي ضعف العضلات إلى تدلي زاوية الفم والجفن السفلي، ما يعطي الوجه مظهرًا غير متناظر.
- صعوبة التحكم بالعين: يصعب إغلاق العين في الجانب المتأثر، وقد يتسبب ذلك بجفاف العين وتهيّجها.
- فقدان حاسة التذوق: قد يصاحب التهاب العصب السابع فقدان في حاسة التذوق على الجانب المتأثر من اللسان.
- زيادة إفراز اللعاب والدموع.
- ألم خلف الأذن: عادة ما يقترن التهاب العصب السابع والأذن، فقد يشعر المريض بألم في منطقة خلف الأذن أو حول الفك في الجانب المصاب.
- صعوبة في النطق: يؤثر الشلل في عضلات الوجه التي تساعد في النطق، مما يؤدي إلى صعوبة في الكلام.
أما عن أسباب التهاب العصب السابع وظهور الأعراض السابقة، فهي غير معروفة على نحو دقيق، لكن توجد عدة عوامل تساعد في التهابه.
ما السبب وراء الإصابة بالتهاب العصب السابع؟
قد تشمل العوامل الشائعة المؤدية إلى التهاب العصب السابع ما يلي:
- العدوى الفيروسية: تُعد العدوى الفيروسية من الأسباب المحتملة لالتهاب العصب السابع، مثل فيروس الهربس البسيط، والفيروس الذي يسبب جدري الماء.
- التهابات الجهاز التنفسي: قد تؤدي بعض التهابات الجهاز التنفسي العلوي إلى التهاب في الأعصاب، بما في ذلك العصب السابع.
- التعرض للبرد: التعرض للطقس البارد قد يكون ذا تأثير مباشر في الأعصاب، إذ يزيد من احتمال التهاب العصب السابع لدى بعض الأفراد.
- أمراض المناعة الذاتية، مثل متلازمة غيلان باريه (اضطراب مناعي نادر يهاجم فيه الجسم الأعصاب) أن تؤدي إلى التهاب الأعصاب.
- الإصابة الجسدية، مثل إصابة الوجه أو الجمجمة في العصب الوجهي.
ويعتمد اختيار علاج العصب السابع المناسب على تحديد السبب وراء الإصابة به، وأيضًا شدة الإصابة.
ما سبل علاج العصب السابع؟
تتعدد سبل علاج العصب السابع وتشمل ما يلي:
الأدوية
قد يصف الطبيب أحد الأدوية الآتية لتخفيف أعراض التهاب العصب السابع:
- الكورتيكوستيرويدات: تُعد هذه الأدوية من العلاجات الشائعة لالتهاب العصب السابع، إذ تعمل على تقليل التورم والالتهاب ما يساعد في تسريع الشفاء.
- مضادات الفيروسات: ففي حال اشتبه الطبيب بأن العدوى الفيروسية هي السبب، فقد يصف مضادات الفيروسات، مثل الأسيكلوفير.
- مسكنات الألم: قد تُستخدم مسكنات الألم لتخفيف الانزعاج الناتج عن الشلل وألم خلف الأذن.
العلاج الطبيعي
يُعد العلاج الطبيعي من السبل العلاجية المهمة لتحسين حركة العضلات واستعادة قوتها، إذ يساعد في تحسين القدرة على التحكم في عضلات الوجه عن طريق تمارين معينة لرفع الحاجب وإغلاق العين وتحريك الشفاه، وغيرها من الحركات المساعدة.
التحفيز الكهربائي
يُستخدم التحفيز الكهربائي لتقوية العصب على العمل بصورة أفضل، وتكمن فكرته في إرسال نبضات كهربائية خفيفة تحفز العضلات، ويُعد هذا مفيدًا في بعض الحالات لكن يجب أن يُجرى تحت إشراف مختصين.
العلاج بالأعشاب
قد يلجأ بعض المرضى إلى الأعشاب الطبيعية للمساعدة في تخفيف التورم والألم، مثل زيت النعناع أو البابونج، لكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها.
الجراحة
تُعد الجراحة خيارًا نادرًا، وقد يوصي بها الطبيب في الحالات المستعصية، التي يستمر فيها الشلل لفترة طويلة دون استجابة للعلاجات الأخرى.
وعادة ما يستعيد غالبية المرضى قدرتهم على التحكم في الوجه بعد فترة من العلاج والراحة، وتظهر علامات تحسن العصب السابع بعد عدة أسابيع أو أشهر من تلقي العلاج.
هل قد يتسبب التهاب العصب السابع في حدوث مضاعفات؟
قد تظهر في بعض الحالات مضاعفات عند مرضى التهاب العصب السابع، وتشمل:
- تشنجات عضلية: قد تظهر تشنجات عضلية في عضلات الوجه نتيجة لعدم استعادة العصب لوظيفته بصورة كاملة.
- مشكلات في التذوق: قد تستمر مشكلات التذوق بعد الشفاء من التهاب العصب.
- جفاف العين: ربما تؤدي عدم القدرة على إغلاق العين إلى جفاف مزمن يتطلب رعاية خاصة، لذا نوصي باستخدام قطرات مرطبة للعين أو تغطية العين بضمادة لحمايتها من الجفاف.
وفي الأخير، إن بدت عليك أي من الأعراض المذكورة سابقًا فننصحك باستشارة الدكتور عوض حجاب -استشاري مناظير المخ والعمود الفقري وجراحات المخ الوظيفية-.