1. Home
  2. مقالات
  3. اسباب المياه على المخ وأبرز مضاعفاتها

اسباب المياه على المخ وأبرز مضاعفاتها

المياه على المخ

المياه على المخ أو الاستسقاء الدماغي (Hydrocephalus)، هو حالة طبية تسبب تراكم السائل النخاعي (CSF) داخل تجاويف الدماغ، مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة.

والسائل النخاعي سائل يُحيط بالدماغ والنخاع الشوكي، وتكمن وظيفته في امتصاص الصدمات التي تتعرض لها الدماغ وفي نقل المواد المغذية إليها.
ويؤدي تراكم هذا السائل إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة ومن ثم كبر حجمها، والسؤال هنا لماذا يحدث هذا التراكم؟ وما هي اسباب المياه على المخ؟

اسباب المياه على المخ

تتعلق معظم اسباب المياه على المخ بوجود خلل في التوازن بين إنتاج السائل النخاعي وإعادة امتصاصه، ومن الممكن تلخيصها على النحو الآتي:

  • عدم تدفق السائل النخاعي بصورة صحيحة بين التجاويف الدماغية (البطينات) نتيجة انسداد في المسارات الطبيعية لهذا السائل، ما يؤدي إلى تراكمه ومن ثمّ زيادة الضغط داخل الجمجمة.
  • الامتصاص غير الكافي للسائل النخاعي: يمكن أن يحدث هذا بسبب مشكلات في الأنسجة المسؤولة عن إعادة امتصاص السائل النخاعي. وعادةً ما تظهر تلك المشكلة نتيجة التهابات السحايا أو نزيف داخل الدماغ.
  • إفراز زائد للسائل النخاعي: في حالات نادرة، قد يُنتِج الجسم كمية كبيرة من السائل النخاعي تفوق قدرة الأنسجة على إعادة امتصاصه، ما يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل الجمجمة.
  • أورام الدماغ: قد تؤدي الأورام إلى انسداد المسارات المسؤولة عن إعادة امتصاص السائل النخاعي، ما يسبب تراكمه.

أسباب إصابة الأطفال بمشكلة المياه على المخ

ينتشر الاستسقاء الدماغي عند الاطفال بصورة ملحوظة، نتيجة لعوامل خلقية تتمثل في وجود خلل في تطور الدماغ والجهاز العصبي، مثل تضيقات القناة المائية الدماغية (القناة التي يمر عبرها السائل الدماغي) أو مشكلات في تكوّن البطينات (الأجزاء التي تحتوي على السائل النخاعي).
وفي أحيان أخرى قد يكون الاستسقاء الدماغي مكتسبًا، فيكون ناتجًا عن التهاب السحايا أو حدوث نزيف داخل الدماغ أو إصابات الرأس عمومًا.

أعراض المياه على المخ

بعد التعرف إلى اسباب المياه إلى المخ ينبغي أن نوضح أبرز أعراض هذا المرض، وهي تختلف باختلاف المرحلة العمرية التي بدأ فيها المرض، وذلك كالآتي:

الأعراض عند الرضع

تشمل أعراض المياه على المخ عند الرضع:

  • تضخم غير طبيعي في حجم الرأس.
  • بروز الأوعية الدموية على فروة الرأس.
  • انتفاخ المنطقة الليّنة الموجودة في أعلى رأس الرضيع.
  • البكاء المفرط.
  • نوبات تشنج.
  • تأخر في النمو البدني والعقلي.

الأعراض عند الأطفال الأكبر سنًا والبالغين

  • صداع مستمر يزداد سوءًا في الصباح.
  • الغثيان والقيء.
  • مشكلات في الرؤية مثل الرؤية المزدوجة.
  • مشكلات في التوازن والتنسيق الحركي.
  • ضعف الذاكرة والتركيز.
  • تغيرات في الشخصية أو السلوك.
  • سلس البول.

تشخيص المياه على المخ

لا يمكن الاكتفاء بملاحظة أعراض المرض الظاهرية للتشخيص، إنما ينبغي دائمًا أن يخضع المريض لمجموعة فحوصات طبية للحصول على تشخيص دقيق من قِبَل طبيب متخصص.
فمن أجل تشخيص استسقاء الدماغ بدقة، يُجري الطبيب للمريض فحصًا سريريًا للبحث عن أي أعراض تدل على الإصابة بالمرض، مثل: انتفاخ المنطقة اللينة في رأس عند الرضع، أو وجود تغيرات في حجم الرأس عمومًا.
وإضافة إلى الفحص السريري، يطلب الطبيب خضوع المريض للفحوصات التالية:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يُظهر تراكم السائل في البطينات.
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): يستخدم لتحديد درجة الاستسقاء الدماغي.
  • الفحص العصبي لتقييم تأثير ضغط الدماغ الزائد على الوظائف الدماغية.

مضاعفات المياه على المخ

إذا تُركت المشكلة دون علاج اسباب المياه على المخ فإن ذلك قد يؤدي إلى عدة مضاعفات خطيرة مثل:

  • تعرّض أنسجة الدماغ للضغط، ما يؤدي إلى تلفها.
  • تأخر في النمو العقلي والجسدي، خاصة عند الأطفال.
  • مشكلات في الحركة والتوازن مثل الشلل أو صعوبة التحكم في الأطراف.
  • مشكلات عصبية دائمة، قد تشمل صعوبات في التعلم، وفقدان السمع أو البصر، ونوبات الصرع.

هل المياه على المخ لها علاج؟

هناك وسائل مختلفة لعلاج المياه على المخ يلجأ الطبيب إلى الأنسب منها بناءًا على الاسباب وعمر المريض، وغالبًا ما تتضمن خطط العلاج المختلفة الخضوع للعمليات الجراحية تعتمد على:

  • تركيب أنبوب لتصريف السائل النخاعي الزائد من الدماغ إلى تجويف البطن لكي يُمتص بصورة طبيعية.
  • صُنع فتحة جديدة لتصريف السائل النخاعي داخل تجاويف الدماغ.

بالإضافة إلى الجراحات، هناك وسائل أخرى للعلاج ولكنها ليست بديلًا للجراحة وإنما تكون مكملة لها، مثل:

  • الأدوية: في بعض الحالات، قد تُستخدم للحد من إنتاج السائل النخاعي.
  • العلاج الطبيعي والتأهيل: لتحسين المهارات الحركية ومعالجة التأخر العقلي.
  • المتابعة الدورية: لضمان عدم حدوث مضاعفات أو انسداد في أجهزة التصريف.

في النهاية..
ننوه على أن مشكلة الاستسقاء الدماغي تستغرق مدة طويلة في العلاج، فهي تتطلب قدرًا كبيرًا من الرعاية والدعم النفسي والمتابعة الطبية -جنبًا إلى جنب مع علاج اسباب المياه على المخ- لذلك يجب أن تختار أسرة المريض جراحًا محترفًا ذا خبرة في علاج استسقاء الدماغ بالتحديد لضمان أفضل جودة علاج ممكنة.

للحجز و الاستعلام