إذا كنت أنت أو طفلك ممن يُعانون مشكلاتٍ في تصريف السوائل الدماغية فربما سمعت عن “صمام المخ” أو “التحويلة” كأحد الحلول الأساسية، وقد تراودك بعض الأسئلة حوله، مثل: ما هو هذا الصمام؟ وما هي أنواعه؟ وكيفية تركيبه؟ وهل تنطوي عملية تركيبه على أي مضاعفاتٍ خطيرة؟
في هذا المقال سنأخذك في رحلةٍ استكشافيةٍ تجد فيها إجابات جميع أسئلتك حول صمام المخ بتفصيلٍ واضح، لذا تابع القراءة.
ما هو صمام المخ؟
“صمام المخ” أو “التحويلة” هو جهاز طبي بلاستيكي دقيق يُزرع تحت جلد الرأس، ويتصل بأنبوبٍ مرنٍ يمتد إلى مناطق معينةٍ من الجسم لتصريف السائل الدماغي الشوكي المتراكم بعيدًا عن الدماغ، ويتكون هذا الصمام من جزأين رئيسيين: جزء مزروع في البطينات الدماغية حيث يتجمع السائل، وجزء آخر يسمح للسائل بالخروج من الرأس باتجاه البطن أو تجاويف أخرى من الجسم لامتصاصه، ويعمل الصمام على تنظيم ضغط السوائل تلقائيًا للحد من احتمالية تلف أنسجة الدماغ الناتجة عن زيادة الضغط.
لماذا يُستخدم صمام المخ؟
يُستخدم صمام المخ في الأساس لعلاج حالات الاستسقاء الدماغي، وهي حالة ينتج عنها تجمع غير طبيعي للسائل الدماغي الشوكي، مما يسبب زيادة الضغط على أنسجة المخ. ويحدث هذا التجمع نتيجة إمّا زيادة في إنتاج السائل أو قصورٍ في عملية امتصاصه، أو وجود انسدادٍ يمنع تدفق السائل بصورة طبيعية.
ويستخدم أيضًا لعلاج كل من الأطفال والبالغين المصابين بالاستسقاء الدماغي، كما يعد صمام المخ للأطفال الذين يولدون بتشوهات في الدماغ خيارًا لمساعدتهم على العيش بصحةٍ أفضل.
ما هي أنواع صمام المخ؟
تنقسم أنواع صمامات المخ إلى نوعان رئيسيان كما يلي:
- الصمامات الثابتة: تسمح الصمامات الثابتة بتصريف السوائل عندما يصل الضغط إلى حدٍ معينٍ فقط، ولتغيير هذا الصمام ليتناسب مع الضغط داخل الدماغ يلزم الخضوع لجراحةٍ أخرى.
- الصمامات القابلة للبرمجة (التعديل): تتميز الصمامات القابلة للتعديل بتغيير كمية السائل المتدفق عبر الصمام دون الحاجة للجراحة مرةً أخرى، وذلك باستخدام أداةٍ خارجية تعمل بالمجال المغناطيسي لضبط الضغط داخل الدماغ، ولكن ما يعيب هذا النوع هو تكلفته المرتفعة.
ويأتي دور الطبيب في تحديد أفضل أنواع صمامات المخ التي تناسب المريض حسب حالته.
كيفية تركيب صمام المخ؟
تُجرى عملية تركيب صمام المخ عن طريق عمل شق صغير في فروة الرأس ثم إدخال الصمام داخل البطين الدماغي المتأثر، بعد ذلك يُوصل أنبوب مرن بالصمام يمتد عبر الرقبة والصدر وصولاً إلى المنطقة التي سيُصرف فيها السائل الزائد، وتعد هذه العملية دقيقة وتُجرى تحت التخدير الكامل، ويحتاج المريض بعدها إلى متابعة طبية دورية للتأكد من فعالية الصمام وتجنبًا لأي مضاعفات قد تحدث.
ما هي مضاعفات عملية تركيب صمام المخ؟
على الرغم من أن تركيب صمام المخ يحقق نتائجًا ممتازةً للمرضى، إلّا أن هناك بعض المضاعفات المحتملة التي قد تظهر بعد الجراحة، ومنها:
- التهاب الصمام أو العدوى: تُعد إحدى أكثر مضاعفات صمامات المخ شيوعًا، وقد تؤدي إلى ظهور أعراض خطيرة، مثل:
- الحمى.
- احمرار على طول مسار التحويلة.
- ألم في عضلات الرقبة والكتف.
ويمكن استخدام المضادات الحيوية لعلاج العدوى إذا لم تتطور الأعراض وتصبح بحاجةٍ لاستبدال الصمام.
- انسداد الصمام: يحدث بسبب تراكم بعض العوائق في مسار التحويلة، وقد يتطلب إجراء عملية جراحية لتصحيحه.
- فرط التصريف: يحدث عندما تكون عملية تصريف السائل من الدماغ سريعة، وينتج عنه بعض المشكلات مثل:
- انهيار البطينات (حجرات صغيرة بالدماغ مسؤولة عن إنتاج السائل الدماغي الشوكي).
- تمزق الأوعية الدموية.
- الصداع.
- النزيف.
- تناقص حجم البطينين.
- نقص التصريف: يحدث بسبب بطء عملية إزالة السائل الدماغي، مما يؤدي لتراكم المياه على المخ وتكرار أعراض الاستسقاء الدماغي.
إقرأ عن: اسباب المياه على المخ وأبرز مضاعفاتها
تتطلب هذه المضاعفات رعاية صحية فورية لضمان سلامة صمام المخ واستمرارية عمله بالصورة المطلوبة، وفي بعض الحالات قد يكون من الضروري استبداله. ومن أهم العوامل التي تساعد في تجنب المضاعفات هو إجراء العملية عند طبيبٍ ذي خبرةٍ واسعة.
في ختام هذا المقال، يعد صمام المخ حلًا فعالًا لتحسين حياة مرضى الاستسقاء الدماغي، ولكنه يحتاج إلى المتابعة والرعاية لتجنب المضاعفات المحتملة، ولضمان نجاح عملية تركيبه يُنصح باختيار طبيبٍ مؤهلٍ ومختصٍ، مثل الدكتور عوض حجاب -دكتوراه ومدرس جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بكلية الطب- الذي له أدوار مهمة في علاج العديد من حالات الاستسقاء الدماغي و أورام المخ، ومساعدة مرضاه على تحقيق أفضل النتائج الصحية.
تعرف عن: تعرف إلى أسباب أورام المخ
يمكنك حجز موعدك مع الدكتور عوض حجاب من خلال الأرقام الموضحة في الموقع الإلكتروني، تمنياتنا لكم بدوام الصحة والعافية.