عندما يتعلق الأمر بالاضطرابات العصبية ترد على أذهان المرضى الكثير من الأسئلة، خاصة إن كانت تتعلق بمرض باركنسون، فيتساءل ما هو الشلل الرعاش؟ وهل يوجد له علاج؟
في مقال اليوم نتناول هذه الأسئلة بمزيد من التفصيل حتى نقدم لكم كافة المعلومات التي تهمكم حول هذا الموضوع.
ما هو الشلل الرعاش؟
شلل الرعاش -والمعروف أيضًا بمرض الباركنسون- هو اضطراب عصبي تدريجي يسبب اهتزازات وتصلبًا وبطء في الحركة، ويصيب هذا المرض بصورة رئيسية الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن ٦٠عامًا، ويمكن أن يظهر أيضًا في مراحل عمرية أصغر.
اقرأ أكثر عن : أنواع الباركنسون
ما أسباب الشلل الرعاش؟
لا يزال السبب الدقيق للشلل الرعاش غير معروف، ولكن هناك عدة عوامل يُعتقد أنها تُسهم في ظهور هذا المرض مثل:
- الوراثة، وتلعب دورًا مهمًا في ظهور الشلل الرعاش، فإذا كان لديك قريب مصاب بهذا المرض فاحتمال إصابتك قد يزيد.
- التعرض للسموم أو المواد الكيميائية، مثل المبيدات الحشرية.
- انخفاض مستويات الدوبامين، وهي مادة كيميائية في الدماغ تساعد في التحكم في الحركة ولها دور رئيسي في ظهور شلل الرعاش.
- استخدام بعض الأدوية، مثل أدوية العلاجات النفسية والتي تمتلك تأثيرًا جانبيًا فتقلل من كمية الدوبامين أو تمنع ارتباطه بمستقبلاته.
- العمر، إذ يزداد خطر الإصابة بمرض باركنسون مع تقدم العمر.
- الجنس، فالرجال أكثر عرضة للإصابة بالمرض من النساء.
ما أعراض الشلل الرعاش؟
تختلف أعراض الشلل الرعاش من شخص لآخر، فقد تكون خفيفة في البداية -يصعب ملاحظتها- ثم تزداد سوءًا مع مرور الوقت، وتشمل الأعراض ما يلي:
- الرعشة: وهي أكثر الأعراض شيوعًا، وعادة ما تبدأ في يد واحدة.
- التيبس: قد يشعر مريض شلل الرعاش بتيبس في العضلات، مما يجعل من الصعب تحريك الأطراف.
- بطء الحركة وتغيرها: قد يواجه مريض الباركنسون صعوبة في بدء الحركة أو إكمالها، فتبدو حركاته بطيئة ومتقطعة.
- اضطرابات التوازن: قد يواجه المريض صعوبة في الحفاظ على توازنه، فيسقوط بسرعة.
- تغير في نمط الكلام: قد يفقد المصاب القدرة على الحديث في موضوع واحد وكذلك يعجز عن تغيير نبرة الصوت ويصبح صوته تدريجيًا ناعمًا ذا نغمة واحدة لا تتغير، أو يصاب بالتلعثم.
- مشكلات في حركة العين: قلة الدوبامين تؤثر في العضلات كافة ومن بينها عضلات العين، فتؤدي إلى ضعف حركتها وعدم القدرة على فتح وإغماض الجفن مما يؤدي إلى جفاف العين أو التهابها.
مضاعفات مرض الشلل الرعاش
قد يؤدي شلل الرعاش إلى مضاعفات صحية خطيرة تؤثر في حياة المريض الطبيعية، من بينها:
- صعوبة في بلع الطعام أو السوائل، مما يتسبب في الاختناق أو الإصابة بالالتهاب الرئوي.
- الإمساك، وذلك بسبب بطء حركة الأمعاء.
- الاكتئاب، ويكون نتيجة التغيرات التي طرأت على حياة المريض.
- الخرف، وهو ضعف الوظائف العقلية.
- مشكلات في التركيز لأن شلل الرعاش يؤثر في القدرات الإدراكية.
كيفية تشخيص الشلل الرعاش
عادة ما يُشخص الشلل الرعاش بناءً على الأعراض والتاريخ الطبي للمريض، وقد يستخدم الطبيب:
- اختبارات تصويرية، مثل الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي لاستبعاد الحالات الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مشابهة.
- فحوصات الدم لتقييم وظائف الجسم.
وبعد تأكيد التشخيص، يبدأ الطبيب في وضع خطة علاجية مناسبة للمريض.
اقرأ أكثر عن : كيفية تشخيص الشلل الرعاش
طرق علاج مرض الباركنسون
الوسائل المُستخدمة يمكن أن تساعد في التحكم في الأعراض فقط، ولكن لا يمكنها علاج المرض نهائيًا وتشمل طرق العلاج هذه:
العلاج الدوائي
تلعب الأدوية دورًا هامًا في علاج شلل الرعاش، إذ تعمل على زيادة مستويات الدوبامين في الدماغ، ومن هذه الأدوية:
- ليفودوبا: وهو الدواء الأكثر شيوعًا لعلاج شلل الرعاش، ويعمل عن طريق تحويل الدوبامين في الدماغ.
- منشطات الدوبامين: وتحاكي هذه الأدوية تأثير الدوبامين في الدماغ، مما يساعد في تحسين الحركة وتخفيف الأعراض.
ومثل أي دواء تمتلك هذه الأدوية آثارًا جانبية، لذا يُنصح باتباع نصائح الطبيب بخصوصها وإبلاغه عند ظهور أي من الآثار الجانبية التالية:
- الغثيان.
- فقدان الشهية ويؤدي إلى خسارة الوزن.
- احتباس السوائل في الأنسجة.
العلاج الجراحي
في بعض الحالات المتقدمة، قد يكون التدخل الجراحي خيارًا مطروحًا خاصة إن لم تستجب للعلاج بالأدوية، وتهدف الجراحة إلى تحفيز خلايا الدماغ.
ففي هذه العملية، تُزرع أقطاب كهربائية في الدماغ لتوصيل نبضات كهربائية إلى مناطق التحكم بالحركة، وبالتالي تساعد في تخفيف الأعراض وتقليل الهزات وبطء الحركة ومشكلات المشي.
اقرأ أكثر عن : جراحات الشلل الرعاش
العلاج الطبيعي
يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تحسين حركة مرضى الباركنسون وتوازنهم، إذ يزيد قوة عضلاتهم، ويُسهم في منع تطور المرض.
نصائح للتعايش مع شلل الرعاش
إذا كنت تعاني من شلل الرعاش، فهناك عدة نصائح يمكن أن تساعدك في التعايش مع هذا المرض حتى تحصل على العلاج:
- ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين اللياقة وتقليل تصلب العضلات.
- تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية يمكن أن يدعم صحتك العامة ويساعد في إدارة الأعراض، ويُفضل تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخفيفة لدعم العضلات وتقوية الأعصاب ويُنصح بالاهتمام بتناول الكالسيوم للمحافظة على صلابة العظام ومنع الكسور.
- الحفاظ على جدول منتظم لتناول الأدوية والتأكد من عدم تفويت أي جرعة.
- ممارسة الأنشطة التي تحفز العقل مثل القراءة وحل الألغاز، يمكن أن يساعد في الحفاظ على القدرات الإدراكية.
- المتابعة الدورية مع الطبيب لضمان فعالية العلاج وتعديل الأدوية عند الحاجة.
- الحفاظ على وزن صحي يمكن أن يساعد في منع السمنة وعدم تفاقم أعراض مرض الباركنسون المبكرة والمتقدمة.
مع اتباع هذه النصائح، ستتحسن حياتك بصورة كبيرة وستتمكن من التعايش مع شلل الرعاش.
وفي الختام..
يمكن اختصار إجابة السؤال: “ما هو مرض الباركنسون أو شلل الرعاش؟” بأنه مرض عصبي مزمن ويمكن تحسين حياة المصابين بهذا المرض والمساعدة في تقليل تأثيراته السلبية على حياتهم اليومية عبر الحصول على العلاج المناسب له.
وللمزيد من المعلومات حول شلل الرعاش وعلاجه، يرجى التواصل مع الدكتور عوض حجاب -الحاصل على درجة الدكتوراة ومدرس جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بكلية الطب- لمعرفة العلاج المناسب والتمتع بحياة إيجابية وصحة جيدة.
اقرأ أيضا : الوقاية من الباركنسون