تتواصل خلايا المخ مع العضلات والألياف العصبية الممتدة في الجسم عبر إشارات كهربائية شديدة الدقة، وفي بعض الأحيان، تخرج هذه الإشارات عن السيطرة، فترسل رسائل كثيرة ومتداخلة في آن واحد، وتكون النتيجة الإصابة بنوبة تشنجية.
ويظن الكثيرون أن تشنج العضلات أو كما هي معروفة باسم “نوبة الصرع” يحدث في أثناء اليقظة فقط، وما لا يدركونه احتمالية حدوثها خلال الليل أيضًا، وسنوضح اليوم ما هو الصرع الليلي وما أعراضه.
ما هو الصرع الليلي؟
لا يختلف الصرع الليلي عن الصرع الناتج عن اضطراب إشارات الجسم العصبية، وقد تظهر نوباته في أثناء اليقظة والنوم كذلك.
هل الصرع الليلي مشكلة شائعة؟
بعد أن وضحنا “ما هو الصرع الليلي؟”، لننتقل الآن إلى نسبة انتشاره. يعاني نحو 3.4 مليون بالغ في الولايات المتحدة من الصرع، وكذلك الحال عند الأطفال دون سن 15 عامًا إذ يشكون من نوباته الحادة والتي غالبًا ما تخفت ببلوغهم سن الرشد.
وقد يكون من الصعب تشخيص النوبات الليلية بسبب وقت حدوثها، كما يمكن الخلط بينها وبين الاضطرابات النومية، وهو مصطلح شامل لمجموعة من اضطرابات النوم، مثل:
- المشي في أثناء النوم.
- صرير الأسنان.
- متلازمة تململ الساقين.
ولتحديد طبيعة الصرع الذي قد يعانيها الفرد، يُقيم الطبيب عدة عوامل، بما في ذلك:
- نوع النوبات.
- العمر الذي بدأت فيه النوبات.
- التاريخ العائلي للصرع.
- حالات طبية أخرى قد يعانيها الفرد.
هل تظهر نوبات الصرع الليلي في وضح النهار؟
لعلك الآن بعد معرفة ما هو الصرع الليلي وأعراضه تتساءل عن مدى إمكانية ظهور تلك النوبات في أثناء النهار، والحقيقة أن ذلك الأمر نادر للغاية، إلا أنه قد يحدث، لذا ينبغي اتخاذ التدابير اللازمة للتعامل معها إن ظهرت.
هل يمكن الشفاء من الصرع الليلي؟
كما هو الحال مع نوبات الصرع التقليدية التي لا يمكن الشفاء منها نهائيًا، يهدف علاج الصرع الليلي بمختلف أنواعه إلى السيطرة على أعراض المرض والتخفيف من حدتها وعدد مرات تكرارها.
كذلك يمكن لبعض العادات أن تُسهم في الأمر ذاته، مثل الإقلاع عن التدخين وشرب الكحوليات، والامتناع عن تناول المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين خاصةً قبل النوم.
هل من وسائل للسيطرة على نوبات الصرع الليلي؟
التحرك في أثناء النوم وظهور النوبات التشنجية له عديد من المخاطر، ولا يقتصر الأمر على ما يعانيه المصاب من اضطرابات تؤرق نومه، وعليه ينبغي اتخاذ كافة الاحتياطات والتدابير التي تحمي الفرد، مثل:
- استخدام سرير منخفض وتجنب استخدام الأسرة المرتفعة لتجنب السقوط عند النوبة.
- وضع سجاد جيد الغزل وذي فروة مرتفعة بجوار السرير حتى لا يشعر المصاب بالألم في حال سقط.
- تعليق المصباح الكهربائي على الحائط بدلًا من وضعه بجوار السرير، وكذلك إبعاد كافة الأشياء القابلة للكسر من حول سرير المصاب.
- عدم تحريك المصاب أو محاولة إفاقته عند مروره بنوبة الصرع، والاكتفاء بحمايته، ووضعه على جانبه الأيمن أو الأيسر حتى انتهاء النوبة ومرورها بأمان.
ختامًا…
بعد الإجابة عن أبرز أسئلتكم الشائعة: “ما هو الصرع الليلي؟” وشرح ما إذا شائع أم لا وتوضيح كيف نسيطر على نوبات الصرع وإمكانية الشفاء منه، نؤكد على ضرورة استشارة طبيب متخصص في حال وقع في ظنك الإصابة بهذه المشكلة أو معاناة إحدى أعراضها، فالطبيب الوحيد القادر على تأكيد الإصابة أو نفيها بعد إجراء مجموعة من الفحوصات.
كما يمكنكم معرفة المزيد عن مشكلة الصرع وكيفية التعامل معها، وعن الصرع النفسي أيضًا بتصفح مدونة موقع الدكتور عوض حجاب.
الدكتور عوض حجاب أحد الأطباء المتخصصين في علاج مشكلات الصرع بأحدث الأجهزة الطبية إذ يحرص على توجيه المريض إلى الأساليب الصحيحة للتخلص من هذا المرض.
اقرأ ايضا :