لعلك شاهدت يومًا ما شخصًا يواجه صعوبة في المشي ويتحدث بصوت منخفض وترتعش يديه عند الحركة، حينئذ قد يتردد في ذهنك سؤالًا ما سبب هذه الحالة؟!
تُشير الأعراض التي رأيتها إلى الإصابة بمرض باركنسون أو ما يُعرف بالشلل الرعاش، ذلك المرض الذي يسلب الفرد قدرته تدريجيًا على الحركة والتعبير.
خلال مقالنا اليوم، نستعرض معكم مراحل تطور مرض الباركنسون ومدى تأثيرها في حياة المرضى.
نبذة عن مرض الباركنسون
في مقالنا السابق “ما هو الشلل الرعاش؟” وضحنا بدقة ماهية المرض ونلخصه هنا بأن الشلل الرعاش يصيب الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر، ويحدث بسبب تلف بعض الخلايا العصبية في المخ أو موتها نهائيًا نتيجة انخفاض مادة الدوبامين المسؤولة عن تنظيم نشاط تلك الخلايا.
وتزيد بعض العوامل من خطر إصابة الفرد بمرض الشلل الرعاش، أهمها:
- العوامل الوراثية: إذا كان أحد أفراد العائلة مُصابًا بهذا المرض، فمن المحتمل انتقاله إلى الأبناء.
- الجنس: يُصاب الرجال بمرض باركنسون بنسبة أعلى من النساء.
- العوامل البيئية: التعامل المُتكرر مع المواد الكيميائية الخطيرة يزيد من فرص الإصابة بهذا المرض، ومن هذه المواد المبيدات العُشبية والحشرية.
ما مراحل تطور مرض الباركنسون؟
وفقًا لمقياس مارغريت هوهن وميلڤين يهر -نظام شائع يُستخدم لوصف كيفية تطور مرض الشلل الرعاش- يُصنف هذا المرض إلى 4 مراحل، هي:
المرحلة الأولى
تُعدّ من أبسط مراحل تطور مرض الباركنسون، فخلالها يُعاني المريض أعراضًا خفيفة لا تؤثر في قدرته على أداء مهامه وأعماله اليومية.
وعادةً ما يؤثر المرض في هذه المرحلة في جانب واحد من الجسم، وتتضمن أعراضه الرعشة وتغير طريقة المشي وتعبيرات الوجه.
المرحلة الثانية
تشمل المرحلة الثانية التأثير في جانبي الجسم، الأمر الذي يُزعج المريض ويُسبب له عدة مشكلات في الحركة، فضلًا على ذلك يؤدي المهام المطلوبة منه بصعوبة خلال مدة أطول عن المعتاد.
المرحلة الثالثة
أهم ما يُميز هذه المرحلة فقدان المريض قدرته على التوازن والسقوط المُتكرر، وكذلك مُعاناته من الحركة البطيئة نتيجة ضعف العضلات.
المرحلة الرابعة
المرحلة الرابعة هي من أخطر مراحل تطور مرض الباركنسون، إذ يعجز المريض عن التحرك بمفرده، وفي هذه الحالة يستعين بالمشاية أو الكرسي المتحرك للتنقل.
هل يُمكن إيقاف مراحل تطور مرض الباركنسون؟
مرض الباركنسون من الأمراض التي يصعب إيقاف تطورها أو إبطائها، فسببه الحقيقي غير واضح حتى يتمكن الأطباء من علاجه، لكن يُمكن تخفيف أعراضه من خلال تناول الأدوية المحتوية على مادة الدوبامين.
متى يُرجح الطبيب علاج مرض الباركنسون بالجراحة؟
إذا زادت أعراض مرض الباركنسون والهلوسة التي تُعدّ من أبرز الآثار الجانبية للعلاج الدوائي، حينئذ يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي لتخفيف أعراض هذا المرض وتحسين قدرة المريض على الحركة.
ويُمكن علاج الرعاش جراحيا من خلال أحد الإجراءات التالية:
- تركيب مضخة الدوبامين.
- كي نواة المهاد.
- التحفيز العميق للمخ.
ويُحدد الطبيب الخيار الأنسب منهم تبعًا لحالة كل مريض ومرحلة المرض وشدة الأعراض، ولتحقيق أفضل النتائج ينبغي الخضوع لهذه الجراحة على يد جراح مخ وأعصاب ماهر.
هل يُمكن الوقاية من مرض الشلل الرعاش؟
تُعدّ الوقاية من الباركنسون أمرًا صعبًا، فلا تُوجد طريقة مؤكدة وفعالة تمنع الإصابة به، نظرًا لأن السبب الرئيسي لحدوثه غير معروف كما ذكرنا سابقًا.
ومع ذلك، توجد بعض النصائح التي تخفض نسبة الإصابة بهذا المرض بناءًا على الأبحاث العلمية الحالية، منها:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ولا سيما التمارين الهوائية، مثل السباحة وركوب الدراجات.
- تناول مشروبات الكافيين، بما يتضمن الشاي والقهوة والشاي الأخضر.
- تجنب التعرض للمواد الكيميائية الضارة فترات طويلة، مثل المبيدات الحشرية.
الخلاصة..
يصعب منع تفاقم مراحل تطور مرض الباركنسون، ولكن يُمكن السيطرة على أعراضه بنسبة كبيرة من خلال الالتزام بالعلاج، ولهذا ننصح المريض بالمُتابعة مع طبيب متخصص في علاج هذا المرض لمواكبة تطورات حالته أول بأول وتغيير الخطة العلاجية وفقًا لذلك.
وفي سياق حديثنا عن الأطباء المتميزين في هذا المجال، يبرز اسم الأستاذ الدكتور عوض حجاب -مدرس جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري- الذي حقق نتائج مُرضية في علاج مرض الشلل الرعاش سوءًا عن طريق العلاج الدوائي أو التدخل الجراحي.
احجز موعدك الآن مع الدكتور عوض حجاب من خلال التواصل معنا عبر الأرقام الموضحة أدناه في موقعنا الإلكتروني، أو زيارة مقر العيادة الأقرب لك.