العصب السابع أو ما يعرف باسم “العصب الوجهي” هو العصب المسئول عن التحكم في عضلات الوجه المختلفة، وهو ما يمنحنا القدرة على الابتسامة والعبوس ورفع الحاجبين والغمر وغيرها من تعابير الوجه.
لذا عند تعرض هذا العصب للإصابة أو الضعف يعاني المصاب مضاعفات تؤثر في حياة المصاب كثيرًا، وفي هذا المقال سوف نتعرف إلى مضاعفات العصب السابع وكيفية التعامل معها.
الإصابة بالعصب السابع… البداية المفاجئة
تحدث الإصابة بالعصب السابع بصورة مفاجئة، فيشعر المصاب فجأة بضعف في عضلات الوجه -على إحدى جانبي الوجه-، وصعوبة في إغلاق العين، وفقدان حاسة التذوق مع صعوبة في تناول الطعام والشراب.
مضاعفات العصب السابع… ما وراء الأعراض الظاهرة
تشمل مضاعفات العصب السابع تأثيرات نفسية وجسدية تتجاوز الأعراض الظاهرة على المريض، وتتضمن ما يلي:
ضعف أو تشوه في الوجه
قد يعاني المصاب بالتهاب العصب الصعب ضعفًا دائمًا في عضلات الوجه، مما يسبب تشوه طفيف أو ملحوظ في تعابير الوجه يُفقِد المريض ثقته بنفسه وقدرته على التفاعل مع المحيطين به.
التشنج العضلي
تشنج عضلات الوجه من أكثر مضاعفات العصب السابع شيوعًا، فقد تتحرك العضلات بطريقة غير طبيعية وغير متوقعة، ويصير المريض غير متحكم في تعابير وجهه.
جفاف العين
قد يؤدي التهاب العصب السابع إلى جفاف العين؛ نتيجة عدم قدرة الجفن على الرمش أو الإغلاق بطريقة صحيحة، أو نتيجة انخفاض إنتاج الدموع بسبب اختلال وظيفة الغدد الدمعية، وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بحرقة العين أو الإحساس بوجود رمل فيها، وعدم وضوح الرؤية وزيادة الحساسية للضوء.
فقدان البصر
قد يؤدي عدم القدرة على إغلاق العين بسبب التهاب العصب السابع إلى تقرحات في القرنية، وهي حالة خطيرة قد تسبب فقدان البصر إذا لم تعالج فورًا.
مشاكل في الكلام وتناول الطعام والشراب
قد يواجه المصاب صعوبة في التحدث بوضوح أو تناول الطعام بصورة طبيعية؛ بسبب ضعف عضلات الشفاه والفك، هذه الصعوبات قد تجعله يشعر بالحرج، مما يدفعه إلى الانعزال عن الآخرين.
مشاكل نفسية
لا يمكن التقليل من تأثير مضاعفات العصب السابع على الصحة النفسية، فالشخص المصاب قد يعاني الإحباط والقلق والاكتئاب؛ نتيجة للتغيرات التي طرأت على مظهره ووظائفه اليومية.
وقد يفضل المصاب تجنب المناسبات الاجتماعية أو التواصل المباشر مع الآخرين؛ خوفًا من الإحراج، ومع مرور الوقت يمكن أن تتفاقم هذه العزلة وتؤثر في علاقاته الشخصية والمهنية.
تعرف علي: ما وسائل علاج العصب السابع المُلتهب؟
كيفية التعامل مع مضاعفات العصب السابع
إن التأكيد على وجود مضاعفات للعصب السابع لا يعني الاستسلام للأمر بل البحث عن علاج فوري، وتوجد طرق عديدة يمكن من خلالها تخفيف تأثير هذه المضاعفات، ومن ضمنها ما يلي:
- العلاج الطبيعي: يساعد العلاج الطبيعي على تقوية عضلات الوجه وتحسين وظيفتها.
- العناية بالعين: استخدام القطرات المرطبة وارتداء غطاء واقي للعين في أثناء النوم يخفف من تضررها ويحمي أنسجتها من التلف، في حال إذا كان المصاب يعاني جفاف العين أو عدم القدرة على إغلاقها كاملة.
- الدعم النفسي: الدعم النفسي من الأصدقاء والعائلة، إلى جانب علاج العصب السابع مع متخصص قد يساعد المريض على تخفيف توتره وزيادة ثقته بنفسه وتجاوز الصعوبات النفسية.
- العلاجات التجميلية: في بعض الحالات قد يكون لبعض العلاجات التجميلية، مثل حقن البوتكس دور في تحسين مظهر الوجه، ويمكن للمصاب مناقشة الطبيب المختص حول فوائد ومخاطر هذه العلاجات بالنسبة لحالته.
ولا ننسى عند ذكر طرق الحد من آثار مضاعفات العصب السابع التشخيص المبكر للحالة، فيجب استشارة الطبيب فور ظهور أعراض العصب السابع؛ لتشخيص الحالة بدقة وبدء العلاج المناسب.
هل يمكن الوقاية من التهاب العصب السابع؟
يؤسفنا القول إنه لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية، لأن اسباب التهاب العصب السابع غير معروفة بوضوح إلى الآن، ومع ذلك يمكن الحد من خطر الإصابة من خلال تبني بعض العادات الصحية، ومن ضمنها ما يلي:
- الحفاظ على صحة الجهاز المناعي: ليساعد الجسم على مقاومة العدوى الفيروسية التي قد تكون أحد أسباب تلف العصب السابع، ويمكن تقوية الجهاز المناعي من خلال:
- تناول غذاء صحي ومتوازن.
- الحصول على قسط كاف من النوم.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب مسببات التوتر.
- الوقاية من الفيروسات: يمكن تقليل خطر الإصابة بالفيروسات التي تزيد احتمالية الإصابة بالتهاب العصب السابع من خلال:
- غسل اليدين بانتظام.
- تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين.
- الحصول على تطعيمات االفيروسات المختلفة.
- السيطرة على الأمراض المزمنة: تزيد بعض الأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم خطر تلف الأعصاب، لذلك يجب السيطرة على هذه الأمراض من خلال تناول الأدوية والمتابعة الدورية مع الطبيب المختص للوقاية من الإصابة بالعصب السابع.
ختامًا، رغم أن مضاعفات العصب السابع تبدو محبطة، تتحسن كثير من الحالات بمرور الوقت ومع العلاجات المناسبة، وقد تظهر علامات تحسن العصب السابع في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وربما يستغرق التعافي الكامل نحو 6 أسابيع إلى 9 أشهر أو أكثر.