الإصابة بمرض لا شفاء منه يسبب حالة من العجز واليأس للمصاب، ناهيك إن كان مرض كالباركنسون (الشلل الرعاش) الذي يؤثر في القدرة على الحركة والنطق!
لكن الحمد لله الذي يُنزل مع البلاء اللطف، ويلهم الأطباء إلى اكتشاف المزيد والمزيد من الوسائل العلاجية التي تسهم في السيطرة على أعراض المرض.
لذا اطمئن، إذ نهاية مرض الباركنسون ليست بهذا السوء الذي نقلته لك قصص المرضى السابقين، خاصة المشاهير منهم، فلقد توصل الأطباء في يومنا هذا إلى أدوية وعلاجات جراحية وغير جراحية جعلت من الباركنسون مرضًا مزمنًا كالضغط والسكري يمكن التعايش معه بسهولة.
في هذا المقال نتحدث عن مراحل مرض الباركنسون والأعراض المصاحبة لكل مرحلة ودور الأدوية في الحد منها، فتابعوا القراءة بعناية.
اقرأ أكثر عن : ما هو الشلل الرعاش
بداية الباركنسون وأعراض المرض التحذيرية
يحتل مرض الباركنسون المرتبة الثانية بين أمراض الجهاز العصبي والمخ المرتبطة بالعمر، إذ ينجم عن اضطراب عصبي يتسبب في خلل في إفراز الدوبامين في الجسم، وهي المادة المسؤولة عن تنظيم حركة العضلات وانقباضاتها.
لذا فإن أول ما يتأثر في جسم المريض عضلاته، إذ يفقد قدرته على التحكم فيها تدريجيًا، وتشمل أعراض المرض التحذيرية:
- انخفاض حدة حاسة الشم.
- تقلص عضلات الجسم باستمرار.
- صعوبة ملحوظة في القدرة على الكتابة وإحكام قبضة اليد على الأقلام كما هو معتاد.
تطور مراحل مرض الباركنسون وأعراضه
إن لم ينتبه المريض إلى أعراض المرض التحذيرية -كما هو شائع بالفعل- تتطور تدريجيًا لتصير أكثر حدة، فتشمل:
- تباطؤ حركة الجسم، وينتج عن صعوبة التحكم في عضلاته المختلفة، وليس لفقدان قوة العضلات كما يظن البعض، فهو عرض يصيب أصحاب البنية الجسدية القوية أيضًا من مرضى الباركنسون.
- رعشة بسيطة في الجسم، وهي اهتزاز إيقاعي للعضلات يحدث حتى في وقت الراحة، وعادة ما تظهر الرعشة في أحد جانبي الجسم دون الآخر، وتزداد وتيرتها مع التقدم بالعمر، وتكون أشد وأوضح في هذا الجانب عن الجانب الآخر مع تطور المرض.
- التلعثم وعدم وضوح الكلام، وهو من ضمن الأعراض التي تظهر في مراحل مرض الباركنسون الأولية إلا أنها لا تكون واضحة بالدرجة الكافية التي تنبه المريض إلى وجود مشكلة كبيرة.
وبناءًا على ما سبق، نستنتج أن أعراض الباركنسون المتطور تعلن عن نفسها بحدة ووضوح مسببة الحرج والخوف الشديد -وهو الأسوء- للمصابين، فإذا كانت هذه مراحل المرض الطبيعية فماذا عن نهاية مرض الباركنسون؟
قد تكون مراحل المرض مخيفة بعض الشيء وتوحي بالأسوء في المستقبل، إلا أننا نذكرك بأن للمرض علاجات يمكنها الحد من أعراضه -وإن لم تستطع علاجه نهائيًا- وتساعدك على التعايش معه دون أن تتطور مراحله أكثر من ذلك.
نهاية مرض الباركنسون ليست الموت كما تظن!
على عكس ما يتصوره البعض، لا يسبب الباركنسون الموت في حد ذاته، إلا أن مضاعفاته وتطور أعراضه قد تعرض حياة المريض للخطر؛ إذ يمكن أن يتسبب سقوط المريض المفاجئ في اصطدام جسمه أو رأسه بشيء صلب مما يؤدي إلى أضرار بالغة.
كذلك يمكن أن يتسبب المرض في مشكلات تنفسية عديدة من المحتمل أن تعرضه لأزمات مفاجئة فيما بعد، ومن أجل الوقاية من المضاعفات المحتملة لمرض الباركنسون والحفاظ على حياة المصابين به ينبغي مراعاة الآتي:
- مراجعة الطبيب المختص دوريًا.
- توفير مرافق صحي للمريض لمراعاته.
- الالتزام بالخطة العلاجية الموضوعة من قبل الطبيب.
اقرأ أيضا : الوقاية من الباركنسون
كيفية التعايش مع مرض الباركنسون بسلام
كما يمكنك بفضل الأدوية واتباع تعليمات الطبيب التعايش مع مرض ارتفاع ضغط الدم المزمن، الآن تستطيع استكمال حياتك بصورة طبيعية حين إصابتك بمرض الباركنسون، وذلك من خلال:
تعويض نقص الدوبامين في الجسم
يمكن تعويض الدوبامين عن طريق الأدوية الفموية، أو تركيب مضخة البروتون، وهي مضخة طبية تحتوي على مادة الدوبامين، وتُزرع في جسم المريض.
كي نواة المهاد
وتعتمد هذه الوسيلة العلاجية على كي الأنسجة العصبية المصابة بالاضطراب والتي تتسبب في رعشة الجسم المستمرة، إلا أنها غير مفيدة في السيطرة على أعراض المرض الأخرى.
تخلى عن قصة نهاية مرض الباركنسون المأساوية التي زرعتها الأخبار وقصص السابقين في عقلك الباطن، وتعرف إلى المرض ووسائل علاجة الحديثة من جديد؛ عندها ستتأكد من إمكانية السيطرة عليه والتعايش معه.
اقرأ أيضا : علاج الرعاش جراحيا