إذا كنت تعرف ما هو العصب السابع، فإنك على دراية باقتران هذه المشكلة في المشاهد السينمائية بظهور المصاب بوجه نصفه متدلٍ ولا يستطيع التحدث بصورة طبيعية. لكن الأمر لا يقتصر على هذا فقط، فهناك العديد من الأعراض الأخرى المصاحبة للعصب السابع، فهو يؤثر أيضًا في العين والغدد اللعابية وأجزاء من الأذن وغيرها من الأعراض التي تؤثر على حياة المريض، والسؤال هو هل العصب السابع خطير؟
سنجيب في مقالنا هذا عن العوامل التي ترتبط بمدى خطورته، والمضاعفات التي قد تصاحبه.
أسباب الإصابة بالعصب السابع قد تكون أحد العوامل المؤثرة في خطورة الإصابة
بالإجابة عن السؤال “هل العصب السابع خطير؟” فإن مدى الخطورة يرتبط بالأسباب التي أدت إلى التهاب العصب السابع، وليست الإصابة في حد ذاتها.
ومن أهم أسباب الإصابة التي قد ينتج عنها خطورة:
- الالتهابات الفيروسية: يُعتقد أن الفيروسات أحد أسباب التهاب العصب السابع، مثل فيروس الهربس البسيط (المسبب لتكوّن بثور حمراء حول الفم)، إذ قد يهاجم
- الفيروس العصب السابع مباشرةً أو يؤدي إلى التهابه.ف
- السكري وارتفاع ضغط الدم: إذ ترتفع نسب الإصابة بالعصب السابع لدى المرضى المصابين بمثل هذه الأمراض المزمنة نتيجة تلف الأوعية الدموية التي تمد العصب بالدم.
- أمراض المناعة الذاتية: مثل مرض غيلان باريه الذي يهاجم الأعصاب الطرفية ويؤدي إلى إتلافها.
- التعرض للبرد الشديد: إذ يُعتقد أن التعرض المفاجئ للبرودة، قد يزيد من احتمالية التهاب العصب السابع.
- الأورام: قد تضغط أورام قاع الجمجمة على العصب السابع وتؤدي إلى التهابه.
ما مدى خطورة التهاب العصب السابع؟
تكمن الخطورة في ظهور أعراض العصب السابع بصورة مختلفة على المرضى، وتتباين هذه الأعراض من شخص لآخر، وقد تظهر بصورة مفاجئة أو تدريجية، وتشمل ما يلي:
- شلل أو ضعف في جانب واحد من الوجه: وهو أكثر الأعراض شيوعًا، إذ يفقد المصاب قدرته على تحريك نصف الوجه.
- صعوبة في إغلاق العين: بعض المرضى لا يستطيعون التحكم في جفن العين في الجانب المصاب، مما قد يعرض العين للإصابة.
- تغير القدرة على التذوق: قد يشعر المصاب بتغير في الطعم بسبب تأثر الألياف العصبية التي تصل إلى اللسان.
- جفاف الفم والعينين: وذلك نتيجة تأثير العصب السابع في الغدد الدمعية واللعابية.
- ألم أو خدر في الوجه: يعاني البعض من ألم طفيف أو خدر على طول العصب المصاب.
هل العصب السابع خطير؟
تعتمد خطورة العصب السابع على عدة عوامل مثلما ذكرنا مثل السبب الكامن وراء الإصابة، وشدة الأعراض بالإضافة إلى التباطؤ في التشخيص وتلقي علاج العصب السابع المناسب.
وبوجه عام يمكن القول إن الإصابة بالعصب السابع في معظم الحالات ليست خطيرة أو مهددة للحياة، لكنها قد تؤثر في شكل المريض ومن ثم شعوره بالإحراج من مظهر الوجه غير المتناسق، وتأثر ثقته بنفسه.
بالإضافة إلى هذا، قد يصاحب بعض الحالات مضاعفات خطيرة، إن لم تظهر علامات تحسن العصب السابع وتلقّى المريض الرعاية الكافية.
العصب السابع والمضاعفات طويلة الأمد
يمكن أن تؤدي الإصابة بالعصب السابع إلى مجموعة من المضاعفات التي تستمر إلى فترات طويلة، مثل:
ضعف دائم في عضلات الوجه
قد لا تعود عضلات الوجه إلى قوتها الطبيعية بصورة كاملة، ما يؤدي إلى ضعف دائم في نصف الوجه المصاب يؤثر في تعابير الوجه وحركته، وأيضًا صعوبة الابتسام أو رفع الحواجب بصورة طبيعية.
عدم القدرة على إغلاق العين بصورة كاملة
من المضاعفات الشائعة لحالات شلل العصب السابع هو عدم القدرة على إغلاق العين في الجانب المصاب، ومن ثم جفاف العين وزيادة خطر التهاب القرنية وتقرحها.
التشنجات العضلية
قد يعاني بعض المرضى تشنجات عضلية لا إرادية في الوجه، تحدث بصورة متكررة وتتسبب في انزعاج المريض، وذلك نتيجة عدم تعافي الألياف العصبية بصورة صحيحة.
التدميع عند الأكل
التدميع عند الأكل -أو ما يعرف بـ”متلازمة التمساح”- ليست حالة خطيرة لكنها مزعجة، إذ قد يدمع المتعافون من العصب السابع -في حالات نادرة- عند تناول الطعام، بسبب نمو الألياف العصبية التي تغذي الغدد الدمعية بصورة غير صحيحة، فتستجيب الغدد الدمعية عند تحفيز الغدد اللعابية خلال تناول الطعام.
اقرأ أيضًا: العصب السابع والأذن
وفي الأخير، إن كنت تعاني أيًا من أعراض العصب السابع السابقة، فلا تقلق إذ تستمر هذه الأعراض عادة بضعة أسابيع إلى أشهر، وعادة ما تظهر علامات التحسن سريعًا ما دمت مواظبًا على تناول العلاجات الموصوفة لك.