يعد صرع الفص الصدغي الشكل الشائع للصرع البؤري، والذي ينشأ نتيجة وجود نشاط كهربائي غير طبيعي في منطقة الفص الصدغي من المخ.
وتقع هذه المنطقة على جانبيّ الرأس بالقرب من الأذنين ويتحكم في عدة وظائف منها معالجة الأصوات وفهم اللغة وغيرها، ومن ثم تتأثر عند حدوث نوبات الصرع في هذا الجزء، فيا ترى كيف يحدث ذلك و هل يمكن الشفاء من صرع الفص الصدغي؟
تأثير نوبات صرع الفص الصدغي في وظائفه؟
يتحكم الفص الصدغي في العديد من الوظائف اليومية، فهو المسئول عن تخزين الذكريات واسترجاع المعلومات والخبرات السابقة، وتفسير الكلام المنطوق والمكتوب والتمييز بين الأصوات المختلفة والوجوه المألوفة والتعرف إلى الأشياء من خلال الرؤية.
وتؤثر نوبات صرع الفص الصدغي في هذه الوظائف، ففي أثنائها يعاني المريض ما يلي:
- فقدان ذاكرة مؤقت، وقد يؤدي تكرار النوبات إلى صعوبة تخزين المعلومات الجديدة أو استرجاع الذكريات القديمة.
- تعذر فهم وتفسير الأصوات.
- تداخل أو تشويش في الكلام وصعوبة فهم الكلمات أو التعبير عن الأفكار بوضوح.
- الشعور بالخوف الشديد أو السعادة المفرطة دون سبب واضح، وقد تؤدي إلى تغييرات مزاجية ومعاناة القلق والاكتئاب على المدى الطويل.
- هلاوس بصرية مثل رؤية مشاهد أو أضواء غير حقيقية، أو سمعية مثل سماع أصوات غير موجودة.
- فقدان الوعي والإدراك والقيام بتصرفات غير واعية مثل المضغ أو تحريك اليدين بصورة متكررة.
وتختلف أعراض الصرع من شخص لآخر حسب منطقة الدماغ المتأثرة بالنشاط الكهربائي غير الطبيعي ودرجة انتشاره.
هل يمكن الشفاء من صرع الفص الصدغي؟
في الحقيقة، لا يمكن القول بأن الشفاء التام من صرع الفص الصدغي ممكن في كل الحالات، فإذا كان سبب الصرع ورم في المخ فيمكن التعافي من الصرع باستئصال كتلة الورم، لكن في معظم الحالات، يُعد صرع الفص الصدغي حالة مزمنة تتطلب علاجات طويلة الأمد.ويتضمن علاج صرع الفص الصدغي الخيارات التالية:
الأدوية
تساعد الأدوية المضادة للنوبات في التحكم في أعراض النوبة بفعالية لدى ما يقرب من 60-70% من المرضى.
الجراحة
قد يضطر الأطباء لاستئصال الجزء المسئول عن النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الفص الصدغي للتحكم في النوبات، وذلك عند فشل الاستجابة للأدوية.
تحفيز العصب المبهم
إذا لم تتمكن الأدوية من السيطرة على نوبات الصرع ولم تكن الجراحة خيارًا مناسبًا لحالة المريض، فقد ينصح الأطباء باستخدام محفز العصب المبهم.
وهو جهاز صغير يزرع تحت الجلد في منطقة الصدر مع أسلاك كهربائية حول العصب، ويصدر هذا الجهاز دفعات كهربائية متقطعة تنتقل عبر هذا العصب لتصل إلى المخ، ومن ثم تقليل حدوث النوبات.
تعديل نمط الحياة والعلاج السلوكي
إن التغييرات في نمط الحياة، مثل الحصول على قسط كافٍ من النوم وتجنب الضغوط النفسية والالتزام بالأدوية قد تساعد على تقليل النوبات، إلى جانب العلاج النفسي والدعم الاجتماعي من الأهل والمقربين.
كيفية التعايش مع صرع الفص الصدغي؟
يستطيع مرضى صرع الفص الصدغي التعايش مع هذه المشكلة من خلال ما يلي:
- الالتزام بالعلاجات: ينبغي تناول الأدوية بجرعاتها الموصوفة بانتظام وعدم إيقاف الدواء دون استشارة الطبيب.
- الابتعاد عن محفزات النوبات: تتضمن محفزات النوبات قلة النوم والتوتر أو التعرض لأضواء شديدة السطوع ، ويجب على المريض و ذويه أن يكونوا على دراية بمحفزات النوبات لديه والحرص على الابتعاد عنها.
- تبني نمط حياة صحي: ممارسة الرياضة بانتظام يساهم في تحسين الصحة العامة ويقلل التوتر، لذا ينصح الأطباء مرضى الصرع بالمشي على الأقل نصف ساعة يوميًا وتناول أطعمة غنية بالفيتامينات.
- التعامل الصحيح مع النوبات: فعند الشعور بــ أعراض ما قبل نوبة الصرع ينبغي على المريض الجلوس في مكان آمن أو الاستلقاء لتجنب الإصابات، والتأكد من أن المحيطين به يعرفون الإسعافات الأولية للتعامل على نحو سليم عند حدوث النوبة.
- المتابعة مع الطبيب المعالج: بصورة دورية لتقييم مدى فعالية العلاج وتعديل جرعاته إذا لزم الأمر.
- استشارة الطبيب في الحالات التالية:
- استمرار النوبة لأكثر من 5 دقائق.
- زيادة عدد النوبات وشدتها.
- معاناة أعراض جديدة.
وختامًا، انتهي مقالنا عن صرع الفص الصدغي وإمكانية الشفاء منه، لمعلومات أكثر عنه أو عن أنواع أخرى من الصرع مثل الصرع الجزئي والصرع المعمم و الصرع النفسي يمكنكم تصفح مدونتنا من خلال الضغط على هذه الروابط.