الدوخة المستمرة وثقل الرأس أعراض تضع أصحابها في رهبة مستمرة، وتجعلهم يخشون التواجد في أي أماكن عامة ويضطرون إلى العزلة أو البقاء في المنزل كونه أكثر الأماكن أمانًا لهم، وذلك خوفًا من السقوط أو فقدان الوعي في أي وقت وأي مكان، علاوة على الاكتئاب والقلق الذي يصيبهم بسبب عدم قدرتهم على التركيز وممارسة أنشطتهم اليومية كالسابق، إضافة إلى الشك في إصابتهم بمرض خطير وهو ما يُسبب لهم هذه الأعراض.
في هذا المقال نناقش بمزيد من التفاصيل أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس مشيرين إلى بعض الأساليب الفعالة لمداواتها.
أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس | أمور بسيطة
لا تستدعي الدوخة وثقل الرأس دائمًا الشعور بالقلق والتوتر، فقد تحدث نتيجة مشكلات صحية بسيطة، وبمجرد علاجها تختفي هذه الأعراض تدريجيًا، لعل أشهر هذه المشكلات:
الصداع النصفي
يحدث الصداع النصفي عندما تطرأ بعض التغيرات على الدماغ نتيجة تعرض الشخص لبعض المحفزات الخارجية، ما ينتج عنه الشعور بألم وثقل في الرأس، إضافة إلى أعراض أخرى مثل:
- الحساسية تجاه الضوء.
- التألم عند سماع أصوات عالية.
- الدوخة والقيء.
وعادة ما تكون المسكنات هي الحل الأمثل لمداواة الصداع النصفي، مع تجنب المُحفزات الخارجية قدر الإمكان ومنها التوتر وقلة النوم.
حساسية الأنف الموسمية
في فصول معينة من السنة وخاصة الربيع والخريف تنطلق بعض الجزئيات الدقيقة من النباتات في الهواء (حبوب اللقاح)، وعندما يستنشقها بعض الأشخاص تتهيج لديهم الأغشية المخاطية المبطنة للأنف والجيوب الأنفية، وينتهي بهم الأمر إلى ألم وثقل لا يُحتمل بالرأس إضافة إلى العطس والرشح والصداع الذي يمتد من الرأس إلى العين.
ارتداء الكمامات وتناول أدوية الحساسية الموصوفة من قبل الطبيب، من الأساليب الفعالة لمداواة الدوخة المستمرة وثقل الرأس الناتج عن حساسية الأنف الموسمية
التهابات الجيوب الأنفية
قد تُسبب التهابات الجيوب الأنفية تراكمًا للسوائل داخل طياتها المختلفة، ما ينتج عنه الشعور بضغط زائد داخل الرأس خاصة تحت العينين وفي مقدمة الوجه، إضافة إلى الدوخة المستمرة والغثيان.
يشعر معظم المرضى براحة عند تناول أدوية الحساسية ومسكنات الألم والمضادات الحيوية.
التهابات الأذن الوسطى
وهو من أكثر أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس شيوعًا، وعادة ما يحدث عقب نزلات البرد أو التهابات الجيوب الأنفية، إذ يحدث خلل في تصريف بعض السوائل التي تفرزها الأذن الوسطى إلى الحلق، ما يتسبب في تراكمها في الأذن والتهابها.
يلزم لعلاج التهاب الأذن الوسطى الاستعانة بطبيب متخصص في الأنف والأذن والحنجرة لتحديد المضاد الحيوي المناسب للحالة، إضافة إلى الممارسات المنزلية التي تشجع تصريف السوائل من الأذن المصابة.
تناول بعض الأدوية باستمرار
قد تكون الدوخة المستمرة وثقل الرأس أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية التي يتناولها الشخص باستمرار، ومنها المهدئات ومضادات الاكتئاب وأدوية خفض ضغط الدم، لذلك لا بد من مراجعة الطبيب لتعديل جرعات هذه الأدوية لعلاج مشكلة الدوخة وثقل الرأس.
جميع أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس التي ذكرناها سابقًا يمكن مداواتها ببساطة من خلال الراحة وتناول المسكنات وغيرها من الأدوية، لذلك لا تُعد الإصابة بها مدعاة للقلق على الإطلاق. أما في حالات أخرى فتشير الدوخة وثقل الرأس إلى أسباب مُقلقة تستدعي استشارة الطبيب العاجلة.
إقرأ عن: أسباب الدوار في الرأس عند النساء
أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس | أمور مُقلقة
تشمل أهم هذه الأسباب وأكثرها خطورة ما يلي:
ارتفاع ضغط الدم
قد يعتقد البعض أن ارتفاع ضغط الدم من الأمور البسيطة التي تزول من تلقاء نفسها، ولا تستدعي المتابعة الطبية أو الذعر عند حدوثها، في حين أن تبعاته قد تكون أخطر مما يتوقعون.
فعندما يرتفع ضغط الدم، قد يؤدي إلى دوخة شديدة وثقل الرأس وزغللة في الرؤية، ومع استمرار الحالة قد يحدث انفجار بإحدى الأوعية الدموية بالجسم في بعض الأعضاء الحساسة مثل القلب والمخ، ما يُعرض حياة المريض للخطر.
ارتفاع الضغط داخل الجمجمة
يحدث ارتفاع الضغط داخل الجمجمة عادة لأسباب بالغة الخطورة مثل نزيف المخ نتيجة ارتطام الرأس بشيء ما أو السكتات الدماغية أو نمو بعض الأورام بالقرب من الأوعية الدموية.
تتطلب هذه الحالة استشارة عاجلة لجراح المخ والأعصاب لاستكشاف سبب المشكلة، وحلها في أسرع وقت قبل أن تتلف خلايا المخ ويصاب المريض بإعاقات دائمة.
وعادة لا تكون الدوخة وثقل الرأس هي الأعراض الوحيدة في تلك الحالات، بل تصاحبها أعراض أخرى تنذر بوجود خطر ما.
تعرف علي: تجربتي-مع-العصب-الحائر
أعراض مزعجة تشير إلى خطورة الدوخة وثقل الرأس
تشمل أهم هذه الأعراض:
- مشكلات مفاجئة في الرؤية.
- صعوبة بالغة في التركيز.
- صداع غير مُحتمل يصاحبه غثيان وقيء.
- تنميل في جانب واحد من الجسم.
- تدلي العضلات في جانب واحد من الوجه.
- فقدان الوعي دون سابق إنذار.
بهذا القدر يكون قد انتهى حديثنا عن أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس سواء تلك البسيطة أو التي تنذر بوجود مشكلة ما خطيرة، وفيما تبقى من حديثنا نتناول إجابات بعض الأسئلة الشائعة عن هذا الموضوع.
متى تكون الدوخة مرض خطير؟
قبل أن نجيب عن هذا السؤال دعونا نوضح أن الدوخة عرض وليس مرض، فهي تشير إلى إصابة الشخص بمرض ما، وعادة ما يكون هذا المرض خطير إذا ظهرت أعراض أخرى إلى جانب الدوخة وأشهرها تغيرات في الرؤية وخدر وتنميل في جانب واحد من الجسم وصداع غير محتمل.
ما هي أمراض الدماغ التي تسبب الدوخة؟
أورام المخ والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة من أشهر أمراض الدماغ التي ينتج عنها دوخة وألم مستمر في الرأس.
كيف أعرف أن الدوخة سببها الضغط؟
إلى جانب الدوخة قد يسبب ارتفاع ضغط الدم ضبابية في الرؤية والشعور بالتعب والإنهاك، ويمكن التأكد من ذلك من خلال قياس ضغط الدم والتحقق من كونه ضمن المعدلات الطبيعية.
من هو الطبيب المختص لعلاج الدوخة؟
إذا كنت تعاني دوخة وثقل بالرأس لفترة طويلة فمن المفترض أن تزور طبيب المخ والأعصاب أو طبيب متخصص في الأنف والأذن والحنجرة، إذ يقوما بإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية التي تثبت أو تنفي وجود مشكلة ما في المخ أو الأعصاب أو الأذن الوسطى أو الجيوب الأنفية وغيرها من المشكلات التي تسبب هذه الأعراض.
في نهاية مقالنا الذي تحدثنا فيه عن أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس نؤكد على ضرورة سرعة التوجه إلى طبيب متخصص في المخ والأعصاب إذا صاحب هذه الأعراض مشكلات مفاجئة في الوعي والنظر والحركة.
وبهذا الصدد نرشح لكم الدكتور عوض حجاب -مدرس جراحة المخ والاعصاب والعمود الفقري بكلية الطب- واستشاري مناظير المخ والعمود الفقري وجراحات المخ الوظيفية وجراحات اعصاب الاطفال.
للحجز والاستفسار عن المواعيد المتاحة يمكنكم التواصل عبر الأرقام الموضحة أدناه في الموقع الإلكتروني.