قبل سنوات بدأت أعاني أعراض غريبة لم أكن أجد لها تفسيرًا في البداية ومنها الشعور بخفقان في القلب ودوخة مفاجئة، وأحيانًا أخرى كنت أجد صعوبة في التنفس وشعور عام بالإرهاق والقلق، وبعد زيارات متعددة للأطباء، اكتشفت أن السبب مشكلة تتعلق بالعصب الحائر.
وفي هذا المقال سوف أحدثكم عن تجربتي مع العصب الحائر بما في ذلك أبرز الأعراض التي عانيتها وكيفية التعامل معها.
تجربتي مع العصب الحائر| ما هو؟
العصب الحائر -أو العصب المبهم- هو أطول أعصاب الجسم، إذ يمتد من جذع الدماغ وصولًا إلى العديد من الأعضاء الرئيسية بما في ذلك القلب والرئتين والجهاز الهضمي، ويلعب دورًا مهمًا في تنظيم بعض وظائف الجسم الحيوية، لذا عند حدوث مشكلة أو إصابة لهذا العصب تظهر مجموعة واسعة من الأعراض غير المحددة، ما يُصعب تشخيصه في كثير من الأحيان.
تجربتي مع العصب الحائر| أسباب المرض
تتعدد أسباب اضطرابات العصب الحائر وتشمل:
- التوتر والضغوط النفسية المزمنة.
- وجود التهابات مزمنة في الجسم أو عدوى فيروسية تؤثر في العصب.
- الخضوع لجراحات سابقة في البطن.
- إصابات الرأس أو الرقبة.
- تناول بعض الأدوية التي تؤثر في نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي.
- نمط الحياة غير الصحي مثل قلة النشاط البدني وسوء التغذية وقلة النوم.
تجربتي مع العصب الحائر| الأعراض التي كنت أُعانيها
تسبب مشكلات العصب الحائر أعراضًا مختلفة على حسب الجزء المصاب من العصب، نظرًا لطوله وتأثيره في العديد من أجزاء الجسم، ومن ثم تشمل الأعراض الآتي:
أعراض قلبية
تتمثل الأعراض القلبية فيما يلي:
- انخفاض ضغط الدم.
- بطء أو سرعة معدل ضربات القلب.
- إغماءات متكررة.
أعراض هضمية
تظهر الأعراض الهضمية في صورة:
- غثيان أو قيء وخاصةً تقيؤ الطعام غير المهضوم بعد ساعات من تناول الطعام.
- انتفاخ أو ألم في البطن.
- فقدان الشهية أو الشعور بالشبع بعد بدء الوجبة بفترة وجيزة (الامتلاء المبكر).
- ارتجاع المريء.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- عسر الهضم.
أعراض تنفسية
تتضمن الأعراض التنفسية ما يأتي:
- ضيق في التنفس.
- صعوبة في البلع.
أعراض نفسية
تشمل الأعراض النفسية الآتي:
- اكتئاب وقلق.
- نوبات هلع.
- صعوبة في التركيز.
- إرهاق مزمن.
أعراض أخرى
بالإضافة إلى الأعراض السابقة، توجد عدة أعراض قد يُلاحظها مريض اضطراب العصب الحائر، تتمثل في:
- صعوبة الكلام.
- فقدان أو تغير الصوت.
- طنين الأذنين.
- التعرق المفرط.
إقرأ عن: أسباب الدوار في الرأس عند النساء
تجربتي مع العصب الحائر| رحلتي في التشخيص والعلاج
يعتمد تشخيص اضطرابات العصب الحائر على استبعاد الأسباب الأكثر شيوعًا للأعراض من خلال الفحوصات الشاملة، وذلك نظرًا لتنوع الأعراض التي يمكن أن يسببها العصب وتداخلها مع حالات طبية أخرى، وتشمل تلك الفحوصات ما يلي:
- التصوير بالأشعة المقطعية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- مخطط صدى القلب (الإيكو).
- فحص تفريغ المعدة وهو فحص يستخدم لتقييم سرعة مرور الطعام من المعدة إلى الأمعاء.
- الفحص بمنظار الجهاز الهضمي.
رحلة علاج العصب الحائر
تتنوع خيارات علاج العصب الحائر، لكن تهدف جميعها إلى تعديل نشاط العصب واستعادة توازن الجهاز العصبي اللاإرادي، وتشمل العلاجات ما يلي:
- تعديل نمط الحياة بما في ذلك:
- ممارسة تمارين التنفس العميق والتي تُعد من أقوى محفزات العصب الحائر.
- التخلص من التوتر وقد تساعد اليوجا وتمارين التأمل على ذلك.
- اتباع نظام غذائي صحي والتركيز على الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك والحد من تناول الأطعمة المصنعة.
- النوم عدد ساعات كافية.
- تحفيز العصب الحائر من خلال:
- التعرض للبرد، عن طريق الاستحمام بالماء البارد أو وضع كمادات باردة على الوجه والرقبة.
- الغناء والغرغرة أو الضحك تُحفز العصب الحائر في منطقة الحلق.
- تدليك العنق.
- العلاج الطبيعي: قد يُوصى به في بعض الحالات لتعزيز وضعية الجسم وتحسين التنفس.
- الأدوية: قد يصف الطبيب أدوية للتحكم في بعض الأعراض ومنها الأدوية المضادة للقلق أو أدوية تنظيم ضربات القلب.
- التحفيز الكهربائي: من خلال زرع جهاز صغير تحت الجلد في منطقة الصدر متصلًا بالعصب الحائر، ويرسل الجهاز نبضات كهربائية من خلاله إلى المخ، ما يساعد على تنظيم النشاط الكهربائي للمخ، ويستخدم عادة في الحالات الشديدة والمستعصية.
تعرف علي: أفضل دكتور مخ وأعصاب في مصر
تجربتي مع العصب الحائر| كيفية الوقاية
تتمحور طرق الوقاية من اضطرابات العصب الحائر حول الحفاظ على صحة الجهاز العصبي، وذلك عن طريق:
- الابتعاد عن التوتر والقلق ومحاولة الاسترخاء قدر الإمكان من خلال ممارسة الرياضة واليوجا.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف والبروبيوتيك.
- التحكم في الأمراض المزمنة مثل داء السكري وارتفاع أو انخفاض ضغط الدم من خلال المتابعة المنتظمة وتناول الأدوية.
- الحصول على قدر كافي من النوم.
في النهاية..
من خلال تجربتي مع العصب الحائر أدركت أن الأعراض التي تنم على وجود المشكلة هي أعراض متنوعة ومختلفة، وقد يظن المريض في كثير من الأحيان أنها بسبب القلق أو الإرهاق أو أن الأمر حدث عرضي وسيزول مع مرور الوقت، ولكن في الحقيقة تكون الأعراض مرتبطة بمشكلة عصبية، لذا من الضروري الذهاب إلى الطبيب في حال الشعور بأي أعراض مشابهة، لتشخيص المشكلة والبدء في علاجها قبل أن تتفاقم.
لأي استفسارات أخرى أو لحجز استشارة مع الدكتور عوض حجاب -مدرس المخ والأعصاب والعمود الفقري بكلية الطب واستشاري مناظير المخ والعمود الفقري- يمكنكم التواصل معنا عبر الأرقام الموضحة أمامكم في الموقع الإلكتروني.