قد يواجه بعض الأشخاص مشكلة حقيقية فجأة عند إجراء المعاملات البنكية إذ يطلب منهم الموظف إعادة التوقيع على المستندات لأكثر من مرة نظرًا لأن خطوطهم أصبحت أصغر حجمًا عن الطبيعي وتغيّر شكل توقيعهم عن التوقيع المُسجل لدى البنك.
قد يعود ذلك إلى الإصابة بمرض باركنسون الذي ينتج عنه عديد من المشكلات في الحركة والتوازن. تابع قراءة هذا المقال لتتعرف على أنواع الباركنسون المختلفة ووسائل العلاج المتاحة.
اقرأ أكثر عن : ما هو الشلل الرعاش
أنواع الباركنسون
تُصنف أنواع الباركنسون بناءًًا على السبب الرئيسي للمرض وتوقيت ظهور الأعراض على المريض، وتشمل أنواع هذا المرض:
مرض باركنسون التقليدي
عادةً ما يُصيب مرض الشلل الرعاش أو الباركنسون التقليدي كبار السن الذين تتراوح أعمارهم ما بين 55-65 سنة بسبب انخفاض مستوى مادة الدوبامين في الدماغ، التي تُعد ناقلًا عصبيًا مهمًا يساعد على تنظيم الحركة.
وينتج هذا الانخفاض عن تلف الخلايا العصبية في منطقة معينة بالمخ تُسمى “المادة السوداء”، لكن أسباب تلفها غير معروفة حتى الآن.
ويُعاني المريض المصاب بالشلل الرعاش الأعراض التالية:
- رعشة اليدين والقدمين.
- تصلب العضلات.
- البطء في الحركة.
- فقدان حاسة الشم.
- اضطرابات النوم.
- صعوبة التوازن والتنسيق مما يؤثر على طريقة المشي.
مرض باركنسون الوراثي
يوجد نوع آخر من أنواع الباركنسون يعتمد على العامل الوراثي أو الجيني ويطلق عليه باركنسون الوراثي، وترجع الإصابة به إلى وجود طفرات جينية تنتقل من جيل لآخر بين أفراد الأسرة الواحدة.
وتظهر أعراض الباركنسون الوراثي على المريض في سن مبكرة، قبل بلوغه 21 سنة تقريبًا.
أنواع الباركنسون الثانوي (الناجم عن أسباب أخرى)
قد تعود الإصابة بمرض باركنسون إلى معاناة أمراض أخرى أو التعرض للإصابات أو تناول بعض الأدوية، ويعرف هذا النوع من المرض بالباركنسون الثانوي (Secondary Parkinsonism).
مرض باركنسون الناجم عن الإصابات
قد تظهر أعراض الباركنسون نتيجة لإصابات الرأس المتكررة خاصةً التي تحدث في أثناء ممارسة الألعاب الرياضية التي تتطلب احتكاكًا جسديًا بين اللاعبِين، مثل: الملاكمة وكرة القدم.
مرض باركنسون الناجم عن السكتات الدماغية
تؤدي السكتات الدماغية إلى نقص تدفق الدم إلى المخ مما ينتج عنه تلف الخلايا العصبية، وتسبب ظهور مجموعة من الأعراض التي تختلف عن أعراض الباركينسون التقليدي قليلاً، وتشتمل على ما يلي:
- مشاكل في الحركة، خاصة في حركة القدمين.
- صعوبة التحدث والبلع.
- تدهور القدرات العقلية.
مرض باركنسون الناجم عن تناول بعض الأدوية
يُعدّ هذا النوع هو الأكثر شيوعًا من أنواع الباركنسون بعد النوع التقليدي، ويصيب المرضى نتيجة تناول بعض أنواع الأدوية، مثل: أدوية الصرع وأدوية الفصام.
وتعمل هذه الأدوية على تغيير التوازن الكيميائي في الدماغ مما يؤثر في مستوى الدوبامين لتظهر أعراض مشابهة لأعراض الباركنسون، لكنها تتحسن عند التوقف عن تناول تلك الأدوية أو تعديل جرعتها، وقد تستمر لعدة أشهر في حالات نادرة.
أقرا أيضا : الوقاية من الباركنسون
وسائل علاج مرض الباركنسون
يُجري الطبيب مجموعة من الفحوصات للتحقق من سبب المرض ومعرفة أي نوع من أنواع الباركنسون يعانيه المريض قبل وضع الخطة العلاجية المناسبة.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاج يهدف إلى التخفيف من حدة أعراض مرض الباركنسون المبكرة وتحسين نمط الحياة، ويتضمن ما يلي:
العلاج الدوائي
تُوصف -عادةً- الأدوية التي تُرفع مستوى الدوبامين في الدماغ أو تُحاكي عمله، فيلاحظ المريض تحسنًا في حالته عند تناولها بانتظام تحت إشراف الطبيب.
ولكن بمرور الوقت تقل فاعلية تلك الأدوية، لذلك يجب المتابعة مع الطبيب المعالج لضبط جرعاتها بين الحين والآخر وتعزيز فاعليتها مُجددًا.
العلاج الطبيعي
يؤدي العلاج الطبيعي دورًا هامًا يُساعد المرضى على تحسين قدراتهم الحركية، وغالبًا ما ينصح به الطبيب جنبًا إلى جنب مع العلاج الدوائي.
العلاج الجراحي
مع تقدّم مرحلة مرض الباركنسون يعاني المريض إعاقات حركية، وفي تلك الحالة يلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحي الذي يشمل وضع محفز كهربائي في الدماغ، يتصل ببطارية تُزرع تحت الجلد في منطقة الصدر بالقرب من عظمة الترقوة.
ويُرسل هذا المحفّز إشارات كهربائية إلى مناطق بعينها في الدماغ من أجل السيطرة على الأعراض المرتبطة بالحركة، وبالتالي تحسين جودة حياة المريض.
وفي الختام نؤكد على أن الإصابة بأي نوع من أنواع الباركنسون تُعد تحديًا كبيرًا للمرضى وأسرهم، ومع ذلك فإن التشخيص المبكر يسهم في السيطرة على أعراض المرض ومنع تطوّره بالاعتماد على العلاج المناسب الذي يصفه طبيب جراحة المخ والأعصاب المختص.
لحجز موعد مع الدكتور عوض حجاب -مدرس جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري- تواصلوا معنا عبر الأرقام الموضحة أمامكم على الموقع الإلكتروني.
اقرأ ايضا :